السبت، 4 مايو 2013

And you ask me to remember you?

You ask me to remember you?

How shall I forget you and you are my memory?


How shall I live without and you're the heart beats?


How shall I leave you behind and you're the compass of my steps?


How shall I stop breathing and you're my oxygen?


How shall I become blind while you're the shining sun crowning my sky?


How shall I lose the way and you're the twinkling star of my night?


How shall I become nothing while you're my everything?


After all of that you ask me not to forget you?..........


Never do... cuz to life and strength you are my password that gave the clue..... 


الجمعة، 12 أبريل 2013

الأبيض و الأسود


 من قال أن الأبيض و الأسود متضادان؟ من قال أن الليل والنهار متعاكسان؟ من قال أن الجمال والقبح مختلفان؟ 
إن الأبيض و الأسود خلقا فى الدنيا قرينان، فما كنت لتعرف الاسود لولا وجود الابيض و ما كنت لتقرأ الأبيض و تفك ألغازه الصماء لولا همس كلمات الأسود    عليه...ولا أن تسمع النغمات لولا رسم الأسود لرقصة النوتات ولولا ما جمع بين اصابع البيانو السود والبيض من صداقات...

 لولا القبح لما شعرت بالجمال ، لولا المرارة ما كنت عرفت الحلو ولولا الخبيث ما تعرفت على الطيب.... لولا الإختلاف ما كنت عرفت الإختلاف



الليل والنهار يتعاقبان، لا يتناطحان، لا يتضادان... 



لولا الحزن ما شعرت بطعم السعادة ولا عرفت قيمتها عندما تأتى

من قال أن النجاح والفشل أعداء... بل إن فى بعض الأحيان يعنى تكرار الفشل نجاح فى تحدى القدر...فإنه يعنى أنك حاولت مرات بعد مرات وبأنك سددت للقدر لكمات ولكمات..وأنك ستظل تحاول مهما سددت لك الدنيا من لطمات..فمحاولاتك ترهقها حتى تزفر الآهات و تستسلم لك لترفع هى للإستسلام رايات و بفرحة النجاح تطلق أنت الضحكات.....

إنها ليست مسالة تضادات الأشياء والمعانى، فإنها لم تُخلق للتناطح و إنما لتعرفنا على الأشياء و تعلمنا قيمتها عن طريق التدبر
وعقد المقارنات....

....لولا الإختلاف ما أدركت إختلاف الأشياء وماكان إختلف شعورك فى إستقبال حلو الأشياء

الجمعة، 22 مارس 2013

مقتطفات




الإنسان هو مسرح كبير، يظهر ما يريد إظهاره للجمهور و يخفى وراء كواليسه ما يخفيه عن العيان ولا تراه إلا نفسه أو المقربين حسب إختياره، يخرج ما يريد أن يخرجه من الديكورات وقتما شاء و يتزين بالألوان ليخفى الملامح كيفما شاء ولكن تظل خشبة المسرح واحدة تمر عليها الأيام و الحكايات إلى أن يسدل القدر ستار العمر .لتنتهى القصة وتبقى ذكرى أحلى المشاهد فى عقل وقلب المشاهد 

إذا يا سادة، كل منا هو قصة ورواية، نكتب فصولها أو هكذا نتوهم...لكننا لازلنا نملك كيفية قضاء سيناريو صفحاتها.. نحن الصوت لقدر مكتوب، نحن الحركة لنمط حياة قبل ولادتنا مسطور ... نحن اللون لصفحات تزينت بالحبر الأسود على ورق أبيض  لا يمكنك قراءته بالمقلوب....

 لكل منّا روايته، لكل منا أداؤه و لكل منا تأثيره وألوانه وإبداعه فى مهرجان اسمه الحياة ... و الجائزة على هذا الإنجاز الفنى هو ذكرى "جيدة" فى قلوب من بقوا يأدون على مسرح الحياة

عزيزى المؤدى، حاول أن تدرك أن نجاح عملك الفنى ليس فى أن مسرحك مبهرجا بالإضاءة الأخاذة أو بمكبرات صوتك الفتاكة و إنما "بصدق" الأداء  و بساطة الرسالة التى يفهمها أقرناؤك دون عناء...

إن حياتك هى رسالتك للعالم.. فحاول أن تجعلها ملهمة



السبت، 23 فبراير 2013

عيد الميلاد ..أهو إستقبال عام قادم أم تأبين عام فات؟

 قد يبدو من العنوان نبرة التشاؤم ولكنه ليس كذلك..إنما هى ترجمة لعيد الميلاد..عيد ميلادى أنا شخصيا ربما كما رأيته  هذا العام...تأملت الجملة الشائعة "أحتفل بعيد ميلادى الحادى والثلاثون"...ما معناها؟
نعم هى واحد وثلاثون عاما، الرقم ثابت و لكن...موقعه فى التاريخ متغير حسب مفاهيم الإنسان...تصريفه فى قواعد الزمن دائما مغلوطة أو منسية...

سأفتح لكم صفحة مفكرتى البيضاء وأريكم كيف ترجمت عيد ميلادى هذا العام فالتقرأوها كما بلّغتها لأصدقائى دون تحفظ، إليكم بدايات سطورى...

نعم أنهم واحد وثلاثون...واحد وثلاثون عاما إنقضت من رصيد عمرى فى هذه الحياة، واحد وثلاثون عاما إختطفهم منى الزمان  وصفعنى لينبهنى أنهم معه، فى يديه ويسألنى "هل أنفقتهم كما ينبغى؟ هل إستمتعت بهم؟ أم فى الهراء والحزن و ضغوط الحياة
أهدرتهم؟" .. نعم يا سادة، إنها واحد وثلاثون عاما تبرعت بهم من عمرى وعلّى أن أخرج سريعا كشف حسابى لأرى فيم بعثرتهم

نعم يا سادة، إنه إحتفال بقص شريط عام جديد قادم، الإثنان والثلاثون أعنى، يكتمل و يذوى فى ذكرى يوم ميلادك القادم 

سائلا إياك نفس السؤال، هل إستمتعت بصحبتى؟

لعيد الميلاد بإختصار تلك رؤيتى:

 إنه إحتفال و إستقبال عام جديد قادم، يكبرك بعام
إنه تنبيه من الدنيا لما لازال فى جعبتك من أحلام وآمال وطاقات لم تخرجها بعد
إنه صفعة من الزمان لأعوام فرطت فيها وتركتها فى يديه وهو يخرج لك لسانه بانه نجح فى سلبك إياها
 إنه وعد لك أنت شخصيا بأنه آن الأوان لتستمتع بما أجلته وبما إستصغرت نفسك عليه فى الماضى

عيد الميلاد....ليس أنه "أتممت الحادى والثلاثون" ..لأنها ببساطة هى الأعوام التى سرقها منك الزمان من رصيد عمرك المتبقى و لكنه حفل إستقبال عامى "الثانى والثلاثون" فآن علّى تحضير برنامجى الإستمتاعى لأستقبل به ضيفى ....

عيد الميلاد إحتفال بعام قادم..ليس بعام أهديته للقدر دون التمتع به....
إستمتع بحياتك، بأعوامك المتبقية فى رصيد عمرك، لا تنظر خلفك ولا تنزف سنين مهدرة ولا تأبه لأحد فلا يراك سوى ربك و أنت و ضميرك..

و ختاماً، شكر واجب لمن إحتفل معى بإستقبال عامى الجديد... أحبكم من كل قلبى

الأحد، 27 يناير 2013

أبطال مدونتى: 1- Amy Purdy - LIVING BEYOND LIMITS

لن أملا صفحة تدوينتى اليوم بكلماتى و حروفى و أحاسيسى ولكن سأترك الصفحة لإعجابى الشديد بتلك الفتاة التى ستكون بطلة تدوينتى لليوم...إنصتوا لها جيدا و حددوا بعد فقرتها أين أنتم وأين تقفون فى هذا العالم الكبير.

حاولوا أن تغيروا من زاوية رؤيتكم للعالم، فإنه مظلوم برؤيته تحت نظاراتنا السوداء...بعد أن تنتهى الفقرة، أدعوكم أن تقفوا فوق مكاتبكم أو فوق ربوتكم العالية و أن تنظروا للعالم من عندكم...حاولوا أن تنظروا و تروا كيف يكون العالم من زاويتكم...أنظروا للعالم بشكل مختلف..نعم من فوق مكان عال

...لن أطيل عليكم و سأترك المجال لبطلتى....




النسخة المترجمة:

https://www.facebook.com/photo.php?v=10151350165506421

عندما تضيق بكم الحياة أو تنفروا منها، إئتوا بكراسيكم ، قفوا فوقها و أنظروا للعالم من زاويتها 

الاثنين، 14 يناير 2013

هل الهجرة خيانة للوطن؟

سؤال يجعل قلبى يرتجف قبل أن يجعل عقلى يدور و يفكر ومن الأجوبة يرتشف....هل مجرد البحث عن كيفية الهجرة إلى أحضان أخرى و أنت تحمل فى طيات نفسك توكيد مستتر أنها لن تكون أبدا مثل أمك أو زوجتك الأولى (أم العيال) .. كما عليها يطلقون؟

الهجرة: كانت مجرد كلمة بالنسبة لى تصف هجرة الطيور والحمام الزاجل فى أسراب بين القارات، عابرة من فوق رؤوسنا البحار والمحيطات، تفرد أجنحتها محاولة الهرب من شباك الصياد ومناقير الطيور الجارحة و من صيد الطلقات...

  الهجرة: كانت لى مجرد حركة الغزال و الجاموس البرى و الأفيال فى أم القارات و هى تمر عبر البحيرات فى تحدى لفتك أسنان سيد المستنقعات

الهجرة: للبشر هى بعد عن أحضان الأم و الوطن..هى لى أغنية نجاة الصغيرة "الطير المسافر" و عايدة الأيوبى"يا مصرى" و دموع و رعشة و قشعريرة من وحشة بين القلب و الحب الدافئ

 ...الهجرة: لى كانت مجرد فعل بعيد عن الفعل  

...و لكن

بعد أن أصابتنى خيبة أمل  ب "نعم" الدستور التى جاءت مبررات من إعتقدوا أنهم فهموه وإللى أصلا كثير متعلمين مش فاهمينه لحد دلوقتى بأن "الدستور معظمه حلو و بن حلال و  إن 90 % منه كويس يعنى!!!" ........ونبى إيه...

كل من كان يلقينى بذلك المبرر "الخايب" كنت أجاوبه بالآتى: إنت عارف عملت زى إيه؟ زى إللى جاب مريض وقاله أنا هديك  دوا يشفيك من كل أمراضك بس على شرط إنى أحقنك 10 % فيروس مميت
طيب بذمتك و دينك إللى مابتهتف بيه فى المظاهرات إلا كدب...إنت كنت هتوافق تمضى على عقد شقة من غير الحمام ولا المطبخ على أساس إنه هيسلمهملك بعدين؟ طبعا لأ أيها الأنانى السطحى ...ياللى قلت لبلدك "نعم لغرقك يا تايتانيك"..يا ريتكم كنتوا تشوفوا مصر من فوق السحاب، قد إيه خضرا و جميلة و شمسها صافية و أصيلة...يا ريتكم تعرفوا قد إيه الأرض دى عظيمة

الهجرة:

شعور إعترانى عندما عدت من لندن خاصة و أنى لم أنبهر بالبلد (لإن عندنا كل حاجة فى بلدنا) و لكنى إنبهرت بالناس!! كما الفقير الذى إنبهر بالتفاح فى بيت سيده.... أوصلنا لهذه الدرجة؟ 
أن تنبهر بالناس؟ إذاً إحنا عايشين فين؟

و عشان مايطلعليش واحد ضحل بعِمة ويقوللى "عجبك العرايا و البنت إللى سايبة اهلها وعايشة مع صاحبها" هاكتمه و أقوله لأ، عجبنى نظافة الناس إللى على فكرة معظمهم هنود (زمايلنا فى الزحمة والفقر و إن لم يكونوا كانوا أقل مننا كمان ) و جنسيات أخرى إنقرض بينها الإنجليز فى عاصمة الإنجليز..عجبنى التعايش، الإحترام، الصوت الواطى، الإلتزام، الأدب، الإعتذار، الشهامة على فكرة من غير ما تطلبها، عجبنى الولد إللى ما تأملش البنت من ساسها لراسها بشهوة قذرة، عجبنى الحب الصادق بين الولد و البنت من غير ترتيبات، حب تلقائى و إن إختلفت طريقته عن عندنا إللى أصبح نادر الصدق

حتى أمان الحيوانات وعيشتها فى سلام عجبتنى، عجبنى جدية عامل البريد إللى قرّب عالسبعين، عجبنى الإسلام إللى شفته هناك من غير مسلمين...عجبنى المحجبات إللى شفتهم فى محلات لندن، ماشفتش عنصرية (زى إللى عندنا) ولا تكفير 

"بإختصار، قابلت إنسانيتى صدفة وسط زحام لندن ،آنستنى لمدة أسبوع بعدها ودعتنى فى هيثرو إلى ما عرفت أنه يُسمى "وطنى

و زى قبل كدة ما قلت...فى فرق بين شعب مش عارف إزاى يبقى محترم و بين شعب مش عايز يبقى محترم...

الهجرة:

أصبح فعل يداعب أفكارى بعد أن شعرت بأن "نبتة" إنسانيتى الخضراء لا يمكنها أن تنمو وسط جو أنانى ملوث، لم أعد أتخيل أننى يمكننى أن أزهر صغاراً فى تلك البيئة التى يرى مدعو الدين  فيها أن تولى المرأة لمنصب رئيس جمهورية هو من "الآثام" التى يجب التوقف عنها فى ظل مصر الإسلامية ..(آه ي جَهَلة يا سطحيين

  الهجرة: أصبح  شعور بخيانة وطن وقف خلف أكتافى يراقبنى
و أنا أقرا إستمارة الهجرة إلى أحضان آخر أقل منه دفئاً

الهجرة: أصبحت شعور المحكوم عليه بالإعدام و هو يقرأ الحكم أمام أهله و رجل الدين الواقف أمامه يعزيه
===================================

 ثوروا يرحمكم الله...ثوروا على أنفسكم، على عقولكم، على حياة 
الذل و الخنوع للظروف... نحن من نصنع الظروف و ليست الظروف هى ما يتحكم فينا...نحن راكبو الحياة و ليست الحياة هى الفارس الذى يمتطى ظهورنا....

...فوقوا أحياكم الله...غِيروا من الدول المتقدمة رفعكم الله

الأحد، 13 يناير 2013

I WISH YOU ENOUGH (Copied via Success Nation)




Recently, I overheard a mother and daughter in their last moments together at the airport as the daughter's departure had been announced. Standing near the security gate, they hugged and the mother said
"I love you and I wish you enough."
The daughter replied, "Mom, our life together has been more than enough. Your love is all I ever needed. I wish you enough, too, Mom." They kissed and the daughter left.
The mother walked over to the window where I sat. Standing there, I could see she wanted and needed to cry.
I tried not to intrude on her privacy but she welcomed me in by asking, "Did you ever say good-bye to someone knowing it would be forever?" "Yes, I have," I replied. "Forgive me for asking but why is this a forever good-bye?"
"I am old and she lives so far away. I have challenges ahead and the reality is the next trip back will be for my funeral," she said.
When you were saying good-bye, I heard you say, "I wish you enough." May I ask what that means?" 
She began to smile. "That's a wish that has been handed down from other generations. My parents used to say it to everyone." She paused a moment and looked up as if trying to remember it in detail and she smiled even more. 
"When we said 'I wish you enough' we were wanting the other person to have a life filled with just enough good things to sustain them". Then turning toward me, she shared the following, reciting it from memory,
"I wish you enough sun to keep your attitude bright.
I wish you enough rain to appreciate the sun more.
I wish you enough happiness to keep your spirit alive.
I wish you enough pain so that the smallest joys in life appear much bigger.
I wish you enough gain to satisfy your wanting.
I wish you enough loss to appreciate all that you possess.
I wish you enough hellos to get you through the final good-bye."
She then began to cry and walked away.
They say it takes a minute to find a special person. An hour to appreciate them. A day to love them. And an entire life to forget them.

الاثنين، 7 يناير 2013

الموت ميلاد ..الموت أصدق مواعيد الدنيا..الموت عدو صادق

من قال أن الموت فناء ونهاية حياة و رثاء؟
إن الموت هو أصدق ميعاد فى الحياة  وفى عالمنا اليوم هو الراحة من كل عناء 
  إنه أخف رحلاتنا و أقلها تطلُبا و أكثرها كرما  إن كنت من المحسنين فى دنياك و أكثرها ألما إن كنت من الكاذبين فيها
إن الموت هو بداية ميلاد إنسانا
 و هو الحقيقة الوحيدة التى ننتظرها زمانا
ومن هذه الدنيا هو راحة و حنانا

إن الموت فى بعض الأحيان هو الحل الأمثل والنهاية للشقاء ولكنك إن بحثت عنه و  طلبته  عوقبت  وإن أتاك طوعا إرتهبت وارتعبت
إن الموت ميلاد فى عالم آخر نكون فيه على الرحمن ضيوفا..أونجد أجمل من ذلك 
مضيافا؟
إن الموت هو صافرة النهاية فى مباراة الحياة، فعليك أن تلعب جيداوتعطى ماعندك أثناء أشواطها مادمت تجرى على ملاعبها..
الموت هو القيامة الصغرى لكل إنسان وهو ورقة صفراء ذبلت على شجرة الرحمن
الموت هو إستقالة من الدنيا لعالم آخر أفضل أو أسوأ كان

يعبرون إلى عالم آخر و أتساءل تُرى كيف يروننا ،أيشعرون بالحزن على حالنا؟
 أيشفقون علينا و يسهرون علينا عيانا رفقا بإنشغالنا؟
تُرى كيف يرونا؟ تُرى مم يريدون أن يحذرونا؟

 بإختصار..الموت عدو صادق وهو أصدق مواعيد الدنيا وهو ميلاد لمن فقدناهم 
وممات لمن بقوا يبكونهم فى الدنيا
عيد ميلاد سعيد إن شاء الرحمن يا من ترك دنيانا وصبر جميل بيقين بالرحمن يا من 
لازلت تعانيهم فراقا ووحشة وهجرانا

يامن لازلت تؤدى فى ملعب الدنيا،لا تكتم أنفاسك..أترك لعنفوانك و مشاعرك و حبك العنان، فالحياة قصيرة لا تستحق بخلاً على نفسك ولا على من تحب..أترك لنفسك الجميلة العنان قبل الأذان...


السبت، 5 يناير 2013

بلا عنوان .......


لن أكتب الزمان ولا المكان ..لأنى أعيش فى تلك اللحظة فى مكانين..قلبى يحب بلدا و تعلق بأخرى...
لأول مرة أشعر بالخوف من بلادى...إستأذنتها فى الرحيل عنها لمدة أسبوع إلى سيدة البحار...ذهبت، طرت، ودعت حبيبة القلب من السماء، أرسلت لأراضيها الخضراء قبلة وداع مؤقت و هتف قلبى داخل جنبات جسدى "أحبك يا مصر"..وقفت جفونى عائقا أمام دموع عينيّ تمنعهما من الخروج والإنسياب على وجنتىّ...تابعت خريطة الطائرة، لازلت بين أركان بلدى الحبيب،أتبسم على أسماء قرى تُرجمت بالإنجليزية على شاشة الطائرة التابعة للخطوط البريطانية، أسماء قرى أنا نفسى لم أقرأها من قبل J... طرت، على الأسكندرية (آخر طرف من منديل مصر الحريرى) مررت، ودعت أخيرا حدود بلادى و فى مجال العالم الجوى دخلت....ساعات و ساعات، مررت على بلدات وبلدات حتى بلغت الخمس إلى أن أتى الهمس بأننا نطرق باب السحاب، سحاب سيدة البحار، نهبط وسط الغيوم، أنتظر ملاقاة عجلات الطائرة بممر العالم الأرضى و أنتظر على اساسها تقييم الطيّار...تتلاقى العجلات بالأرض فى مهارة فائقة وتتلاقى معها قلوب المسافرين بالانفاس التى حبسوها طوال فترة الرحلة لتخرج تحيتنا للطيّار فى تصفيق كما تخرج صواريخ الإحتفالات بالعام الجديد...وصلت ثم على أرضها ترجلت...لصقيعها إستنشقت، لمربيتى الآتية منها تذكرت..هى بريطانيا التى للغتها تعلمت و أتقنت والتى عن جامعاتها سمعت..هى بريطانيا التى لكتبها قرأت والتى بين جنبات صفحاتها سافرت والتى لطوابعها جمعت و التى على قصصها كبرت والتى لكتابها قرأت و أمتحنت...أخيراً سأرى من إرتبط تعليمى بها منذ بلغت الأربع سنوات وأنا بين ذراعى مصر الدافئة..إنها بريطانيا العظمى...

إن كانت مصر أمى فبريطانيا معلمتى و مربيتى التى تقت إليها لأخبرها بما تعلمته من أدبها و تراكيبها وكيف أتقنت لغتها و كيف أننى أعمل فى أحد مؤسساتها ... وفى نفس الوقت حمل ضميرى عتاب عليها..فهى من باع فلسطين-أرض لم تمتلكها- لمن لا يستحقها..منتهى العبث! و هى أيضا من جاء فى عدوان ثلاثى غادر على معشوقتى مصر..منتهى الجبروت!
"صبرا يا ضميرى...دعنا نراها كيف ستكون سيدة البحار"..همست لضميرى و بقدمىّ مضيت فى طريقى..
أول ما إحتضننى فى مطارها هو بوستر كبير عريض يؤكد سيطرة المؤسسة التى أعمل بها على مملكته الإنجليزية فى مطار "هيثرو" كما يؤكد الأسد فرض سيطرته على عرينه وعلى رقعته بالغابة...
بهدوء و نظام ومهنية متناهية أنجزت إجراءات دخولى لمعلمتى ...إستقليت الحافلة التى كان سائقها متمركزا يمينا (عكس المعتاد عالميا) ممسكا بالمقود و عليه فكان علىّ أن أتوجه لليسار لأجد باب الركوب J ... جلست وأنطلقت الحافلة الأنيقة النظيفة تعرفنى على شوارع بريطانيا، وقفت البيوت الصغيرة المتراصة تستقبلنا فى نمط فنى جميل و مبهر من بساطته ونظافته..وقفت المحال تغازل عينيّ وأناقة الإنجليز تلون مخيلتى وتترجم سطور الروايات المطبوعة فى ذاكرتى....

توقفت الحافلة أمام الفندق وكأنها تغازلنى" سأتركك هنا تستكشفين باقى لندن التى أمسكتى بصورها الرمادية فى مخيلتك طيلة تلك السنوات..إنها مهمتك الآن"..

لن أطيل عليكم فانا لست على هذه الصفحة البيضاء لأصف لكم احد أجمل 7 أيام فى حياتى لكن لأبلغكم بما علمته لى لندن فى الكام يوم دول...
و لكن قبل ان أبدأ، أى تافه و سطحى سيقول لى الجملة الخايبة المعروفة "عقدة الخواجة" يمكنه أن "يغور" من أمام صفحتى لأننى و بكل صراحة لن أتحمل أى من هؤلاء السفهاء قصيرى النظر مصمتى العقول ! للأسف الخواجة طلع محترم و جد وبيشتغل مابيتكلمش..عشان كدة عرفت إحنا ليه عندنا عقدة من الخواجة!!! لك كل الحق إنك تتعقد من الخواجة يا.....

سأبدأ من يوم عودتى لمصر، أمى..كل ما أتذكره أنى إرتميت فى حجرها أبكى، ولكن ليس لأنى إفتقدتها هذه المرة بل لأنى شعرت بالحزن لأجلها.....
تمسح بيدها على رأسى، تسألنى" مالك يا إبنتى؟ هل آذتك معلمتك الإنجليزية"؟
جاوبتها: لا والله إنهم أولادك،إخوانى المصريون
كنت أحكى تجربتى اللندنية القصيرة لكل من كان يسألنى "كيف كانت لندن؟" حتى الساعات الأولى من اليوم التالى لعودتى رغم جوعى الشديد للراحة والنوم..لكنى وبكل طاقاتى دون وهن أو ضعف كنت أنقل إنبهارى من أدب وإحترام الإنجليز الجم أو لعلى كان حماسى هو صرخة للمصريين عن حزنى الشديد لما نعيشه من حياة الغاب التى تنحدر بمصر يوما بعد يوم...لعلها كانت صرخة إستغاثة و حرقة قلب فضلا عن مجرد إنبهار و إعجاب بإنجلترا..


أكملت شكوتى لأمى "إنهم أولادك الذين أبوا أن يرتقوا للإنسانية الحقيقية، إنهم أولادك الذين يصممون أن يمكثوا فى المستنقع، إنهم أولادك الذين لازالوا يهدرون الطاقات والكلمات والأوقات فى سب ولعن الحال والإخوان والسلف والمتأسلمين المتخلفين، إنهم أولادك المتأسلمين الملقبين بالإخوان والسلفيين و المجذوب أبو إسماعيل والمستشيخين الفاسدين الكاذبين غنيم وأمثاله الذين أساءوا لك وللإسلام أمام العالمين، إنهم أولادك الذين أحببتهم بصدق فخدعوا القلب، إنه شعبك الذى إختار عن طريق صناديق الديمقراطية من قالوا أن الديمقراطية حرام بكيلو سكر و زجاجة زيت، إنه شعبك الذى أصبح كالشعب الهندى الفقير منذ عقود...بكيت لأننى لم اكن اعرف اننا إنحدرنا لهذا المستوى..ألف خسارة على شعب لا يعرف كم يستطيع أن يكون عظيما كما كان، ألف خسارة على شعب فقد الثقة فى نفسه و فقد المتعة فى ان يجعل بلده فى الصفوف الأمامية من ركب التحضر الأخلاقى قبل المادى والصناعى...ألف خسارة على دولة والله ليست اقل من دول أوروبا..ألف خسارة على وقت مهدر فى السخرية من فصيل أعمى مبتدئ دون العمل بجد و كد على أرض الواقع..ألف خسارة على حقيقة قالها الغزالى عن أوروبا حين قال "رأيت الإسلام بلا مسلمين" و أكملها "رأيت فى بلدى مسلمين بلا إسلام"..رأيت فى بلدى عيون تتفحص وتتمحص تريد لو أن تدب فيها الرصاص، رأيت فى بلدى تحرش ولمس ولمز..رأيت فى بلدى معاكسات وتطاول فى متر الشارع الواحد...

يابلادى أخجلنى أولادك أمام الغرب..فلن تتخيلى الأمان الذى شعرت به فى عاصمة ضمت آلاف الجنسيات والالوان من كل البلدان،شرقا و غربا، متقدمة ونامية...الكل يحترم القانون، الكل متعايش،الكل يحترم بعضه، الكل يألف بعضه،لم يتعرض لى أحد،أو يلمسنى أحد، ونفس الحال لفتيات البلد فائقات الجمال...



رأيت المحجبات يعملن فى المحال فى أمان تام، رأيت العرايا يسرن فى شوارعها بمنتهى الأمان، رأيت إحترام المرور، رأيت آدميتى التى تقت إليها، بهرتنى النظافة، رأيت نظرات الإعتذار الصادق فى عيون من كاد أن يصدمنى أو يعترضنى على سلالم المترو الكهربائية ، رأيت شهامة من أناس لا نعرفهم كانوا يساعدوننا فى حمل عربة الأطفال أثناء صعودنا على الأرصفة....
هل تصدقين بلادى أن يوم رأس السنة "حيث يسكر الأوروبيون " تمكنت من الذهاب أنا وصديقتى إلى أقرب نقطة للإحتفال بأمان وسلام دون أن يعترضنا أحد السكارى...والسر فى البوليس اللندنى الذى لم أرى بجانبه سيارة أمن مركزى ولكن أحصنة عريضة المنكبين كالسيارة ال"هامر" تعلن عن قوة راكبها ...شموخ وهيبة و نظام و مهنية فائقة....


حبيبتى، لم أكن أحب أن أكون "رمانة الميزان" التى تزيد من وزن أحزانك و لكنى آسفة لأن أقول لك أنى أفكر مليا فى الهجرة.. فما كان على البال ولا على الخاطر، ولا هو عنك تخلى ولا إستسلام فاجر..لكنى بتت أخاف من أولادك، صرت لا أتحمل حياة الغاب والعهر السياسى الذى نمارسه معتقدين أننا قادة العالم، سئمت من"فهلوة" المصريين الزائفة المتمثلة فى الصوت العالى وفى قوة الذراع، تعبت من الثرثرة والوعود الكاذبة، من مؤامرات أبنائك عليك، سئمت من شعب لا يعرف كم أنت غالية ونفيسة و جميلة كما يعرف الغرب قيمتك....سئمت من قلب إنكسر كثيرا كلما قرر أن يحب بصدق، سئمت من حب متمثل فى أغانٍ وطنية فى الراديو والقنوات، سئمت من تدين شكلى متمثل فى رنات تليفون محمول ولحية قاربت فى طولها المليون..سئمت مشايخ مزعومة بلسان كاذب ملعون....سئمت من حلقات برامج "ممنوعة من العرض"، سئمت من قلوب صادقة "ممنوعة من الحب" سئمت وتعبت يا بلادى...سئمت وتمنيت لو أنى قطعت رقعتك كما أقطع إعلان مهم من صفحة الجريدة فأطويك فى جيبى وآخذك معى بعيدا عن ذلك المكان الملوث...تعبت يا بلدى فأعذرى وهنى و حماستى التى سرقها شعبك ب"نعم" الاخيرة لدستور كان كفيلا بأن يقيس مدى الجهل الذى وصل إليه شعبك.........آسفة بلادى..لا تغضبى منى أو علىّ و ثقى أنى حاولت...لكن أنه نصيبك وقدرك...بلد جميل قليل الحظ....

لن أبخل عنكم بإعترافين صغيرين دغدغا قلبى:
1- وأنا أتنزه بشارع أكسفورد، لمحت مجموعة شباب أجنبى يقولون لصديقهم الذى يستعد للإلتقاط صورة تذكارية لهم "With the Egyptian flag...revolutionary...تنهدت وقلت "آه لو تعلمون ماذا فعل المصريون بمصر
2- إستقبلت العام الجديد من فوق كوبرى "لندن" حيث الالعاب النارية ولكنى على عكس الشاربين والسكارى، قرأت الفاتحة و حمدت الله على نعمة الإسلام و كونى مصرية معتدلة محافظة لها عادات وتقاليد و آداب إنسانية... إنه ديننا الجميل و بلدنا الطيب......
3- لم أشتر تى شيرت I love London لأنى كنت دائما أجاوبه "إننى أحب مصر وفقط مصر"

بلد طيب قليل الحظ .... إنها أنت يا مصر ....

فراشات داروين ... أو أحسبها كذلك




عن عنوان الموضوع بحثت على محرك "جوجل" للتأكد من المعلومة التى إلتصقت بذاكرتى بعدما طارت من صفحات كتاب الBiology أو دعونى أقول "الأحياء" حتى أكون "دستورية" بما إحتواه الدستور من "تعريب" للعلوم على أساس أننا فى عهد الفرابى و البيرونى و بن الهيثم (الذين نُقشت أسماءهم على أسقف الكونجرس الأمريكى).ما علينا، نرجع لعنوان الموضوع الذى لم أجد ما يرضينى عنه على موجات الإنترنت فقررت أن أترك لذاكرتى العنان..أتذكر ذلك اليوم الذى حكى لنا فيه مدرس "الأحياء" عن فراشات لندن البيضاء أثناء الثورة الصناعية اللندنية حيث إسودت حوئط و مبانى العاصمة من أدخنة المصانع السوداء مما أدى إلى إفتراس تلك الفراشات البيضاء من قِبل الطيور بعدما كانت تبدو "جلّية" للعيان نظرا لفشلها فى ال camouflage مما هدد بإنقراض بنو جنسها فما كان من تلك الفراشات البيضاء النقية إلا أن "تتطور" و"تتأقلم" evolve and adapt  مع "السواد" الجديد لبيئتها وعليه، تتطورت تلك الفراشات و تحولت من الأبيض إلى الأسود حتى تستطيع العيش و الإستمرار و تأكيد الوجود وحجز مكان لها على ذلك الكوكب...

وهنا يأتى تأملى الخاص و محاكاتى لتلك القصة بحياتنا و إنسانيتنا... من هو الأسود؟ الإنسان أم الحياة؟ من إسوّد ليحاكى الآخر 
و يتاقلم معه ليستطيع الحفاظ على حياته؟


ألحياة فعلاً لوح أسود مثل سبورة المدارس تنتظر كتابة بنى البشر عليها بالطبشور الأبيض فتصبح لها معنى و يمكن قراءتها     

وفهمها وملاغاتها؟ أم إنها ذلك اللوح الأبيض الذى إنتظر البشر ليلونه بالأقلام الفلوماستر الملونة؟

ألحياة هى من بدأ بالسواد فأضطر الإنسان أن يسوَّد قلبا و ضميرا ليركبها ويعيش؟


:موضوع فكرت فيه كثيرا و كررت سؤاله فى نفسى كثيرا و فكرت فى إجابته أكثر...وإجابتى كانت كالآتى:



..نعم إننا نحن من تحولنا من الأبيض للأسود بعدما حولنا نحن الحياة إلى الأسود...
نعم إننا نحن من تغولنا و حولنا الحياة من البراءة إلى الغابات..وأصبحنا أشرس من الحيوانات..

نعم إننا نحن من أسقطنا قوانين الإنسانية المجردة البسيطة وأعلينا قانون الغاب فأصبح البقاء للأقوى والأعنف والأكثر همجية و الأعلى صوتا و المنعدم ضميرا و المتحجر قلبا و الأقل أدبا و الأكثر تبجحا و المتعدد وجوها...
نعم إننا نحن من لطخنا جدار الحياة بأيدينا السوداء..سوداء من نفس داخلية تفحمت فيها الرحمة و الحب و المعقول و الطبيعى و المنطق و التلقائية..

نزيف ضمير مستمر من بنى البشر إستمر و يستمر حتى تم تصفية الأجيال منه ومن المشاعر و الأحاسيس...

نعم، لا مكان للحب ولا لمن بصِدق يحب..لا مكان لإبتسامة صافية ولا لمن يبتسم بلا أجر.. نعم لا مكان للبسيط ولا لمن يحيا ببساطة...


المنطق قال أن الزمن يخفف النقوش و الألوان من على الحوائط الألواح والجدران...إلا الأسود..فإنه يترسخ يوما بعد يوم مؤكدا لى أن تلك الصفات الرقيقة البسيطة التلقائية، ذلك العنفوان البرئ والحب الصادق لا مكان لهم..ضاق الزمان بما رحب وضاقت الإنسانية بالإنسانية و نزف الإنسان الآدمية ... يصر الزمان على هزيمتى وهزيمة عقيدتى بأن الزهرة يمكنها أن تحيا بألوانها وسط الصخور والحياة القاسية الجدباء...يصر الزمان ان يثبت لى أن لا يمكن للألوان أن تتخلل خلايا السواد الذى نعيشه..و إن نجحت فى التسرب من خلال تلك الخلايا فإنه مؤقت قبل أن تختلط فى عراك مع الاسود لينتصر الأخير عليها ...
للأسف أصبحت أشعر بأن الزمان و القدر يمتلكان الجواب الصحيح..يقولان لى "يمكنك أن تختارى لون معيشتك طالما أنه أسود !!!



أتساءل، ألزمان والقدر من الإنسان ينتقمان بعدما لوثهما الإنسان بسواد دامس بعد الالوان؟
أيكافئ القدر والزمان من إختاروا العيش بالألوان؟

إننا نحن من لوّنا الحياة بالسواد ..و إننا نحن من إضطرّ أن يسّود ضميرا وقلبا و إنسانيةً لنستطيع العيش فى زمن و حياة لطخناها نحن بالسواد...وإنه الزمان والقدر من يرد إلينا الصفعة فلا علينا أن نشكو من قسوة من أسأنا إليه...

أيها الإنسان...أنت من سوّدت جدران الحياة بأنفاسك الملوثة وضميرك الميت و قلبك المتحجر...فتحول الأبيض إلى الأسود ليحيا فى دنياك المظلمة...فأعلم أن الزمان و الأرض و القدر و الحب و الحياة جميعهم يبلغوك أنه "لا تَصالُح" ....

أيتها الحياة، أيها الزمان، أيها الحب وأيها القلب الذى أراد ببساطة أن يحب، أعتذر لكم جميعا فلا مكان لكم اليوم بين جنبات عالم سمى نفسه "إنسان" ..فكنتم أنتم عنده فى "طى النسيان" ..

"  ويستمر الإنسان ينزف "آدمية حتى يجف و يصبح كالجماد الصامت بلا هوية