الاثنين، 14 يناير 2013

هل الهجرة خيانة للوطن؟

سؤال يجعل قلبى يرتجف قبل أن يجعل عقلى يدور و يفكر ومن الأجوبة يرتشف....هل مجرد البحث عن كيفية الهجرة إلى أحضان أخرى و أنت تحمل فى طيات نفسك توكيد مستتر أنها لن تكون أبدا مثل أمك أو زوجتك الأولى (أم العيال) .. كما عليها يطلقون؟

الهجرة: كانت مجرد كلمة بالنسبة لى تصف هجرة الطيور والحمام الزاجل فى أسراب بين القارات، عابرة من فوق رؤوسنا البحار والمحيطات، تفرد أجنحتها محاولة الهرب من شباك الصياد ومناقير الطيور الجارحة و من صيد الطلقات...

  الهجرة: كانت لى مجرد حركة الغزال و الجاموس البرى و الأفيال فى أم القارات و هى تمر عبر البحيرات فى تحدى لفتك أسنان سيد المستنقعات

الهجرة: للبشر هى بعد عن أحضان الأم و الوطن..هى لى أغنية نجاة الصغيرة "الطير المسافر" و عايدة الأيوبى"يا مصرى" و دموع و رعشة و قشعريرة من وحشة بين القلب و الحب الدافئ

 ...الهجرة: لى كانت مجرد فعل بعيد عن الفعل  

...و لكن

بعد أن أصابتنى خيبة أمل  ب "نعم" الدستور التى جاءت مبررات من إعتقدوا أنهم فهموه وإللى أصلا كثير متعلمين مش فاهمينه لحد دلوقتى بأن "الدستور معظمه حلو و بن حلال و  إن 90 % منه كويس يعنى!!!" ........ونبى إيه...

كل من كان يلقينى بذلك المبرر "الخايب" كنت أجاوبه بالآتى: إنت عارف عملت زى إيه؟ زى إللى جاب مريض وقاله أنا هديك  دوا يشفيك من كل أمراضك بس على شرط إنى أحقنك 10 % فيروس مميت
طيب بذمتك و دينك إللى مابتهتف بيه فى المظاهرات إلا كدب...إنت كنت هتوافق تمضى على عقد شقة من غير الحمام ولا المطبخ على أساس إنه هيسلمهملك بعدين؟ طبعا لأ أيها الأنانى السطحى ...ياللى قلت لبلدك "نعم لغرقك يا تايتانيك"..يا ريتكم كنتوا تشوفوا مصر من فوق السحاب، قد إيه خضرا و جميلة و شمسها صافية و أصيلة...يا ريتكم تعرفوا قد إيه الأرض دى عظيمة

الهجرة:

شعور إعترانى عندما عدت من لندن خاصة و أنى لم أنبهر بالبلد (لإن عندنا كل حاجة فى بلدنا) و لكنى إنبهرت بالناس!! كما الفقير الذى إنبهر بالتفاح فى بيت سيده.... أوصلنا لهذه الدرجة؟ 
أن تنبهر بالناس؟ إذاً إحنا عايشين فين؟

و عشان مايطلعليش واحد ضحل بعِمة ويقوللى "عجبك العرايا و البنت إللى سايبة اهلها وعايشة مع صاحبها" هاكتمه و أقوله لأ، عجبنى نظافة الناس إللى على فكرة معظمهم هنود (زمايلنا فى الزحمة والفقر و إن لم يكونوا كانوا أقل مننا كمان ) و جنسيات أخرى إنقرض بينها الإنجليز فى عاصمة الإنجليز..عجبنى التعايش، الإحترام، الصوت الواطى، الإلتزام، الأدب، الإعتذار، الشهامة على فكرة من غير ما تطلبها، عجبنى الولد إللى ما تأملش البنت من ساسها لراسها بشهوة قذرة، عجبنى الحب الصادق بين الولد و البنت من غير ترتيبات، حب تلقائى و إن إختلفت طريقته عن عندنا إللى أصبح نادر الصدق

حتى أمان الحيوانات وعيشتها فى سلام عجبتنى، عجبنى جدية عامل البريد إللى قرّب عالسبعين، عجبنى الإسلام إللى شفته هناك من غير مسلمين...عجبنى المحجبات إللى شفتهم فى محلات لندن، ماشفتش عنصرية (زى إللى عندنا) ولا تكفير 

"بإختصار، قابلت إنسانيتى صدفة وسط زحام لندن ،آنستنى لمدة أسبوع بعدها ودعتنى فى هيثرو إلى ما عرفت أنه يُسمى "وطنى

و زى قبل كدة ما قلت...فى فرق بين شعب مش عارف إزاى يبقى محترم و بين شعب مش عايز يبقى محترم...

الهجرة:

أصبح فعل يداعب أفكارى بعد أن شعرت بأن "نبتة" إنسانيتى الخضراء لا يمكنها أن تنمو وسط جو أنانى ملوث، لم أعد أتخيل أننى يمكننى أن أزهر صغاراً فى تلك البيئة التى يرى مدعو الدين  فيها أن تولى المرأة لمنصب رئيس جمهورية هو من "الآثام" التى يجب التوقف عنها فى ظل مصر الإسلامية ..(آه ي جَهَلة يا سطحيين

  الهجرة: أصبح  شعور بخيانة وطن وقف خلف أكتافى يراقبنى
و أنا أقرا إستمارة الهجرة إلى أحضان آخر أقل منه دفئاً

الهجرة: أصبحت شعور المحكوم عليه بالإعدام و هو يقرأ الحكم أمام أهله و رجل الدين الواقف أمامه يعزيه
===================================

 ثوروا يرحمكم الله...ثوروا على أنفسكم، على عقولكم، على حياة 
الذل و الخنوع للظروف... نحن من نصنع الظروف و ليست الظروف هى ما يتحكم فينا...نحن راكبو الحياة و ليست الحياة هى الفارس الذى يمتطى ظهورنا....

...فوقوا أحياكم الله...غِيروا من الدول المتقدمة رفعكم الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق