الاثنين، 28 مايو 2012

يا أبو جلامبو ..


يا أبو جلامبو، هوالإنسان لما بيتعب بتتغير ملامحة؟ يمكن عينيه، يمكن كلامه، يمكن صمته،بس وشه هواللى انت عارفه وصمّه..طيب يبقى خايفين على ‎‏ ليه؟ 


خايفين على ‎‏ ليه وهى حبيبة القلب وساكنه دمه، جميلة الجميلات،معشوقة إسكندر ومحيرة نابوليون بسنه و رمحه..جننت العالم بتناقض ورا تناقض مهما تعد ما هتعرف تحصره ولا تلِّمه..

جنة بتضحك للى يسالم و جحيم ثائر على أعاديها..ست الدنيا وليدة الوجود ..تتمنى تبوس تراب أراضيها...


 ‎مصر، مش بحبك..بموت فيكى وأحلم الرمش يقفل عالرمش يخبيكى ويضمك.


 جميلة فتزيدين بالعين حلاوة، كبيرة فتزيدين القلب ضراوة،عظيمة فتعلو بك الهامة

جننتينى يا صاحبة الجلالة ... :)

السبت، 26 مايو 2012

يعنى إيه #ثورة_زيرو ؟


يعنى إيه ثورة زيرو؟ يعنى تاخد مصر بإيدك الشمال من مبارك و تديها مقشرة بإيدك اليمين لنظام العريان و تطلع انت من 
الثورة....بأكبر زيرو!..

يعنى إيه #ثورة زيرو: يعنى إمبارح الإخوان يبقوا "ضد الثورة" و النهاردة يبقوا "مرشح الثورة" بلسان نفس الناس
!!!
يعنى إيه #ثورة_زيرو : يعنى يموت ناس عشان يفاضلوك فى
 الآخر بين بلوفر لمدة 4 سنين ولا جلابية طول العمر..

يعنى إيه ثورة زيرو؟ يعنى الإخوان يقولولك مش هناخد أكتر من 40% برلمان و مش هننزل رئاسة فتلاقيهم عدوا ال50% برلمان و لبسوا المايوه ونزلوا الرئاسة و القوى الثورية بتقولك ناخد ضمانات


يعنى إيه ثورة زيرو؟ يعنى الإخوان بيعاقبوا ابو الفتوح لخروجه عند طوع المرشد لحد اليوم و القوى الثورية بتقولك نعمل مع مرسى مجلس رئاسى


يعنى إيه ثورة زيرو؟ يعنى نروح نرشح واحد يطلع جماعة، مرسى مجرد صورة فى كشف الإنتخاب، العريان معاه الميكروفون ويتكلم بصيغة رئيس الشعب و الشاطر يبحث مع كارتر مستقبل الحكم فى مصر و إتفاقية كامب ديفيد وإحنا لسة عندنا أمل فى الشوط الإضافى


يعنى إيه ثورة زيرو؟ يعنى كارتر الصبح يقابل الشاطر و مركزه 
باليل يعلن أحقية إعادة حمدين


يعنى إيه ثورة زيرو؟ يعنى العريان فى أمريكا والشاطر يقابل السفيرة ويبقى 
البرادعى وموسى هما العملاء 

يعنى إيه ثورة زيرو؟  يعنى الإخوان ينزلوا القطيع بتاعهم بالشوم والأسلحة عشان يضربوا متظاهرين عُزّل فيموت منهم 8 ببذر التفاح وعلبة نستو فاضية


أظننا محتاجين ثورة عالزيرو...مش مستعملة

عاليا


الاثنين، 21 مايو 2012

جدو المرشد عنده جماعه .. إيا إيا أوووووووووووو (هذه المدونة ليست من كلماتى و لكنها غناء الكثير منّا)

جدو المرشد عنده جماعة

إيا إيا أوووووو
قايمة ع السمع و الطاعة
إيا إيا أوووووو
إخوانجي يقوم يصحى من النوم ..
يدديها فتاوي و هات يا لعب
أخدوا التشريع ..
حقنا بيضيع ..
في مجلس شورى و مجلس شعب
جدو المرشد عنده جماعه
إيا إيا أووووووووووو
جدو المرشد عنده ريموت
إيا إيا أووووووووووو
بيعلي و يوطي الصوت
إيا إيا أووووووووووو
و قت اما يدوس ..
على زر "جلوس" ..
العضو يلوص ..
و مفيش لعب
و ف وقت ضروري ..
بزرار " حنجوري " ..
شيلو الجنزوري ..
و نبدأ لعب
جدو المرشد عنده جماعه
إيا إيا أوووووووووووو
جدو المرشد عنده كتاتني
إيا إيا أووووووو
فاكرينه مجدع .. و طلع متني
إيا إيا أوووو
شغال تأييف ..
قوانين ع الكيف ..
يعزل و يضيف ..
و هات يا لعب
و معارضة تغور ..
ليبرالي أو "نور" ..
كما فتحي سرور ..
و ف داهية الشعب
جدو المرشد عنده جماعة
إيا إيا أووووووووو
جدو كمان عنده البلتاجي
إيا إيا أوووووو
فنجري بؤ .. يِقِلِّ مزاجي
إيا إيا أووووووو
بلتاجي يقول ..
على سيده ..فلول ..
تصفيق على طول ..
و اشتغل اللعب
ياللا يا عصام ..
الهمة أوام ..
قول أي كلام ..
دا المكسب صعب !!
جدو المرشد عنده جماعة
إيا إيا اوووووووو
جدو المرشد عنده الشاطر
إيا إيا أوووووو
قال هايودينا القناطر
إياا إيا أوووووو
و تعالى يا حزين ..
خُدلك تموين ..
توكيلك فين ؟ ..
أكل العيش صعب
و هوبَّا مفاجأة ..
طلع له سابقة ..
ازاي راح تبقى ..
رئيس الشعب ؟
جدو المرشد عنده جماعة
إيا إيا أوووووووووووو
جدو المرشد قام ماسكتش
إيا إيا أووووووو
رشَّح واحد .. خامتُه كاوتش
إيا إيا أووووووووو
عندنا نهضة ..
اهمد و اهدا ..
كله من دا ..
و يحلا اللعب
أصل الموضوع ..
جوه المشروع ..
و شعاره ..
"النهضة.. إرادة شعب "
جدو المرشد عنده جماعه .. إيا إيا أوووووووووووو


الأحد، 13 مايو 2012

السبابة..الإصبع الناطق فى صمت بمجرد إشاراته


لن أنكر أن ما سأكتبه الآن هو تأمل مرق على ذهنى من يومين..السبابة..كم لهذا الإصبع من معان كثيرة بمجرد إتجاهاته فى أبعاد الكون الهندسية..
تمعنت..لم سُمى السبابة؟..لأنه سبب؟..أم لأنه بإشارة يسب و ينهر؟..بعضكم الآن يتمتم فى سره"ما هذه الحمقاء..؟؟ماتجوجل وهى هتلاقى ليه سموه كده.."..لا..أتركونى هكذا..سعيدة باستنتاجى الكونى فى بلورتى..
حوارى مع السبابة بخيالى كلآتى..
أيها الإصبع
إذا أشرت لأعلى فى يد مصل ٍفإنك إما تتشهد فى الصلاة، أو تشير لله العظيم فى المحراب، أو إنك تحسبن فى يد مظلوم على ظالم، أو إنك تبرز تلميذ يعرف الإجابة على أقرنائه فى فصل الدراسة أو إنك فى يد شهيد عظيم فى أعلى منازل الجنة...أو إنك تشير فى يد أى أحد على جار "السو" اللى فوق..
لو أشرت للأسفل فإنك فى يد آمر، أو صاحبة المنزل لخادمتها أو أم لأطفالها ...
و إن أشرت للأمام..فإنك فى يد لائم أو متهِم..أو محب يعترف لحبيبه بأنه هو المحبوب....و إذا أشرت للخلف فإنك فى يد نمّام..يتحدث عمن ورائه فى سرية جبانة متحفظة
و إذا درت فى شكل حلزونى فإنك فى أيدى من يلعبون "زن"..أو فى يد مصفف شعر يصف للهانم كيف سيكون المارى أنطوانيت (اسم تسريحة الشعر)!
أنت نفسك إن إلتففت حول بندقية أو سلاح كنت إما فى يد قاتل ..أو محارب صامد..
و إنك أنت نفسك إن طفت فى فضاء الله بشكل عشوائى فإنك فى يد مايسترو مُلهَم و مجنون بالموسيقى و الأنغام..و إنك أن ذهبت و جئت فى عامودية منتظمة فأنت فى يد طبيب عيون..و إنك إن أشرت إلى نفس صاحبك فإنك اللوام القاسى و المعاتب..
و إنك إن تزوجت الوسطى...أصبحت أجمل علامة نصر تتوج الكفاح....
سبابة كل مصرى...متى تتزوج الوسطى؟
فلتدعو وأنت تتشهد و تستشهد ..أن تعانق يوما الوسطى..لتنجبا أجمل علامة نصر J

أبين زين أبين ..و أشوف ال"وضع"...



يا زينة يا ست الستات...تعالى أقرالك بختك يا زينة البنات
ويش راح تقريلى يا خالة؟
جاية من صحراء بدو الخيالة..أوشوش الودع و أشوفلك كيف يكون االوضع..إرمى بياضك..يتحقق مرادك..شوكة فى عين اللى شافك و ما اتسحر بجمالك..
يلا يا خالة..شوفى و قولى و كونى بين الأقدار رحالّة و قوليلى إزاى هاخرج من حالتى اللى بقت حالة..
يوه..يوه..يوه..يا شابة كان ليكى حبيب ..إفتكرتيه حبيب و طلع خسيس أكتر من الغريب...30 سنة فرّغ الجيب و عمره ما قال عيب.. السرقة  و النهب كان بيقول عليهم نصيب..و لا أنا ولا إبنى هنسيب .. حد يسيب النعمة بعد ما عرف للسلطة والجاه لهيب؟ ...
الحبيب كان معاه عزوة..ماكانوش مجرد نزوة..كانوا فى المرعة و البرتعة عاملين غزوة..إييييه يا بشر..إمتى كنتوا هتوبوا يا عجزة؟؟!!!
الحبيب ما طلع حبيب..طلع أخس من الغريب...اسم على غير مسمى...كان عن حبك أعمى..
صبرتى..سكتتى..و توعدتى...و قلتى..يمين بالله لبكرة ولادى يهبوا فيك هبّة..ماراح تقوم منها ولو حتى حبة..و تعرف إيه ليك الزمن خبى ..ده قلب ولادى منك خلاص عبّى..
صح يا شابة؟
صحيح يا خالة؟ ..إيه كمان شايفانى من الهموم شيالة؟
هبوا ولادك هبة أسد..بسم الله سبحان الله من شر حاسد إذا حسد..إخواتك و زملاتك بيتفرجوا على إنتفاض ده الجسد...
قومتى، وقفتى، زأرتى و عن جسمك للتراب نفضتى.. عن كتفك..يمينك و شمالك لشوية حشرات نطرتى...
ولادك كانوا كالطود العظيم..كان قسمك و حلفانك على الأنجاس سليم...
بيمينك و شمالك بطشتى...و للآية المقلوبة عدلتى....فى عز ثورتك بكام يوم فرحتى..لكن دوام الحال من المحال يا أختى...
إيش شايفة يا أم الأسرار..إحكيلى وماتخلى دفين عندك فى القرار..سايقة عليكى السحر..و الليل و موج البحر..قوليلى و طلعى أسرارك من الجحر..
طريقك كان نهار...لكن الشمس عنه بدأت تنهار..حبيتى عسكر و هاودتى تيار بعد تيار...مشيتى معاهم لحد ما دليلك إحتار... آه و لا لأ ..أيوة ولا تؤ..
طابور ورا طابور..أجمل صورة لشعب جسور..بس ماكانش عارف يعوم فى بحور الدستور...دسطور يا أهل النور و الحرية و العدالة اللى طلعوا بميت غزالة!
بين الآه و اللأ..صف واحد إنشق..إحنا اللى قلنا الآه...و إحنا اللى قلنا ال"لأ" و "احنا اللى دهنا الهوا دوكو" هما اللى فى الحقيقة وقعوكوا...
مهازل ورا مهازل بتعيش على حلمنا و اللى بنعمله اليوم هيتقصف عليه عمرنا..أغنية الأحداث اللى جرت عليكى..و القدر قاعد بيضحك و يدور حواليكى...
لكن حبايبك كتير..و محبيك أكتر بكتير..مطرح ما قلبك بيكون..بتضحك لهم الدنيا و تهون..
سيايقين عليكى الشوق و العشق و العشاق و بيسألوكى قلبك ده إمتى يروق و تحنى على المشتاق..؟
الودع بيقول عندك برطمان..فيه كل الألوان..معظمهم كانوا فى اللومان...كان فى خبر كان ..بس ولادك خرجوه و إدوله الأمان..دخل البرطمان مع الإخوان و يازين القضايا اللى إئتمنه عليها الشعب الغلبان...
بس ولادك طيبين..و عن الدنيا مش غايبين..مش زى ماحنا متخيلين..كونى على يقين...

قدامك نقطتين..ياتوصلى بر الأمان يا هتقومى بالتانية ...حيرتينى يا زينة البنات..
طريقك إن شاء الله آخره نور..حتى لو مشيتى له بحور.. و هديتى له السور..
ولادك بيحبوكى..بيحبوا السهل وياكى و بيحبوا المستحيل فيكى..بيحبوكى وانتى بتعاندى حاجات الدنيا تمنعها...
...حبك غريب يا شابة..
يااا رب يا خاله... الوداع يا نداهة الودع و كاشفة الوضع...
إستنى يا شابة..ماقولتيش ..شو اسمك يا حلوة الحلوات...
اسمى ...مصر ..زينة البلدات....
عاشت الأسامى يا ست الستات...ياللى بتدى إللى ينطق اسمك فى تلاوته 30 من الحسنات..
....
تبتعد الشابة بقدها الغض الممشوق..توشوشها العرافة بينها و بين نفسها.."يا بت بيقولولك ولادك..دقت قلوب على خلخالك..مدى الخطاوى ولا يهمك..إحنا ..إن شاء الله اللى هنشيل عنك همك..
مدى الخطاوى ولا يهمك...

الثلاثاء، 1 مايو 2012

القراءة بحاسة السمع..لعلكم تستحون..

مثل برايل، فكرت فى إسلوب جديد يساعد الناس على القراءة و لكنى على عكس برايل حيث أنه إبتكر الكتابة بالحروف  البارزة لمن حرمهم الله نعمة البصر أما أنا فسأعرض إقتراحى علي "جميع الناس" ممن حرمهم الله نعمة الإحساس و الحس و البصيرة..نعم معظمنا أصبح متبلد الشعور، أعمى وهو بصير..نرى ولكن لا نشعر، نستنكر ولكن لا نفعل..نثرثر ولا نعقل..قررت إذا أن أجعلكم تقرأون بالسمع!!

أخرج خارطة العالم ، أفردها أمامكم و الآن أطلب منكم أن تغمضوا أعينكم، نعم ستقرأونها وأنتم مغمضى الأعين بما أنها لم تنفع و هى مفتوحة!
من أين نبدأ؟ من الشرق؟ من الغرب؟ من الشمال أم من الجنوب؟ ..بالطبع لن أبدأ من الشرق الأوسط الأخرق..لأنه هو ما سنحط فيه بعد أن أقارن لكم كيف هو العالم و فيم نحن منه..
تذكرة: أغمضوا أعينكم و استخدموا حواسكم الأخرى و خاصة أذنكم..ها، ماذا تسمعون فى الولايات المتحدة الأمريكية؟ ..أسمع ضجيج المصانع، أسمع خطوات ذهاب و إياب سريعة للرجال و السيدات وهم يهمون إلى عملهم بكل جد و كد و جدية..أسمع صفير مداخن المصانع، أشتم  أدخنة مصانع السيارات فى ديترويت و الصواريخ و مركبات الفضاء..أسمع إنتقادات ترتفع لأوباما لتوقف رحلات ناسا للفضاء، أسمع زخم تعاملات البورصة فى وول ستريت، ضجيج و لكن نتيجة عمل دؤوب لا يكف ليل نهار..عمل جعل من أمريكا المارد الجبار..يأبى الإنهيار..
لنتحرك للبرازيل،على أنغام السابما، أسمع تهليل مشجعى الكرة و فريق العالم الأول ، أشم رائحة البن وأسمع أصوات مطاحنه،  أسمع أصوات المزايدات  من تجار العالم فى بورصة الكاكاو، أسمع أصوات البواخر تنطلق حاملة اللحم البرازيلى و الدواجن إلى العالم...و فى آخر اليوم أسمع جائزة العمل الشاق، رقصات على أنغام الكوبا كوبانا ..تستحقىن أيتها البرازيل فقد جعلت لنفسك مكانا بين الدول الصناعية الكبرى، هنيئاً لك..
لن أتوقف عند كوبا لأننى أعرف أنكم ستشتهون رحيق سيجارها  ! J ولكن على الأقل هى رائدة فى شيئ..

لنتحرك للأخت العجوز الأولى لثلاث شقيقات حملن ملامح الشيب عليهن، أوروبا...

تحسسوا! إنها وخزة سن برج إيفل فى فرنسا..ماذا تسمعون؟ .. أصوات تأييد و نقد لمرشحى الرئاسة ساركوزى و هولاند؟ نعم..ولكن كيف هذه النبرة المتحضرة؟ لا تسمعون عويل و نهيق أليس كذلك؟ ..
تشتمون رائحة مخبوزات فرنسا تحت نغمات الأوكورديون؟ تشتمون رائحة العطور فى الشانزليزيه و ميدان الكونكورد؟ ..وخزة أخرى؟ إنها مسلة من مسلات مصر المنهوبة، تقف شامخة بعيداً أن أحضان أم الدنيا ولا تعرف ماذا حل بأم الدنيا على بعد أميال منها...تذكرنى بمصر العظيمة..تحاول أن تشب بنظرها من الكونكورد إلى القاهرة.."تُرى ماذا يحدث؟" سؤال طرحته فى سرها...أسمع أيضا تنهيدة توابيت، تماثيل و مومياوات فراعين وملوك مصر فى طابقى اللوفر..تهمس من خلف الزجاج للزوار المصريين "كيف حالكم و كيف حال أمنا مصر؟" ..
تنهيدة وجع على حال سيدة التاريخ..
تحركوا فكفى مواجع مصرية فى مهد نابوليون....

الآن،ثمة وخزة ثالثة، إنها بيج بن راسخة على أرض سيدة البحار...تدق معلنةً فقدان ساعة أخرى من ساعات العمر و ترمى لنا السؤال: تُرى فيم أنفقنا تلك الساعة؟ تُرى ماذا حققنا فى تلك الساعة؟ أم ضاعت بلا رجعة و سنندم عليها عندما نصبح للوقت فى مجاعة؟..
أسمع صوت كرات التنس فى ويمبلدون، أسمع صوت التصفيق من مشجعى لعبة الملوك و الأمراء..تصفيق فى أناقة و تمرس و شياكة..
تُرى ماذا تقولون علينا يا شاهدى التاريخ؟ فيم تهمسون فى أنفسكم يا إيفل، يا مسلة مصر و يا بيج بن؟ كيف تروننا من زاويتكم التى تغازل السحاب؟ كيف تروننا اليوم و قد كنتم شاهد على العصور..
ألمانيا، أسمع فيكى عزم مواتير سياراتك الخلابة و صوت عجلاتها تدق فى الأسفلت و هى تزأر معلنة سباق الطائرات على الأرض..رائدة صناعة السيارات و الماكينات ..لكى كل التبجيل و الأحترام...
إسبانيا، أسمع فيكى دق حوافر ثيرانك و زفيرها...أسمع خطواتها الأنتقامية فى حلبات مصارعاتك، أسمع الحضور و تصفيقه و هتافاته "Ole"
أسمع و أشعر بنسمات رذاذ نفورتك بميدان "إسبانيا" فى برشلونة ترقص على الموسيقى كل يوم أحد و الحشد و العشاق ملتفين حولها يشاهدونها بانبهار و سعادة ...
أسمع تهليل أهداف برشلونة فى الكامب نو، أسمع تشجيع و مؤازة نادى العالم الأول....
إسبانيا، صنعتى لنفسك إسماً فهنيئاً لك..(ولكن ردى إلينا حسين سالم)
إيطاليا، أسمع نغمات  "فيردى" تنطلق من بيوت الأوبرا العتيقة، أسمع دقات جرس الفاتيكان، أسمع رقص "لا فونتانا دى تريفى" – نافورة الأمنيات فى قلب أحد شوارع روما..أشعر بميل برجك المائل "بيزا"..أشتم رائحة البيتزا و المعجنات و الباستا..أسمع تدريبات فريقك الأول فى همة و جد...أسمع موتور الفيرارى فى حلبات الفورميولا وان..اسمع ملحمة عشق مصر و روما فى شخصى كليوباترا و أنطونيو..أسمع صليل سيوف المصارعين من الماضى يتبارون فى الكولوسيوم لإنقاذ أرواحهم..
إيطاليا..لك سحرك فاستمرى..
سويسرا، أشم فيك و أشتهى رائحة الشوكولا و لكنى أشتم بقوة أيضاُ رائحة أموالنا المنهوبة فى أفواه بنوكك..كنت أتمنى أن تكونى مثل ساعتك ال"TISSOT" مضبوطة فتعيدى إلينا أموالنا...

الشقيقة العجوز الثانية، آسيا..أسمع زئير نمورك الآسيوية، ليست صوتا بل إنتاجا وعملا و دأبا زحفا لاكتساح العالم إقتصادياً..أسمع رنة الإبرة على أراضيكم و صراخ الصاروخ فى سمائكم..لم تبقوا على شيئ لم تصنعوه سواى أنا!

اليابان.. أسمع صدى دوى إنفجار تشرنوبل فى زمن ليس ببعيد، أسمع زئير أمواج المارد تسونامى الغاصبة و أخيراً أشعر بلهب فوكوشيما و لكن الآن..ش! مهلاً..لا أسمع صوت...
لا أذكر أنى سمعت للشعب اليابانى صوتا ولكنى بت أصدق أن صوتهم هو مثل تكتكة الساعة منظم وهادئ وحكيم،يقدر و يقدس الوقت والعمر ويعمل فى صمت عظيم وهاهم اليوم..
الهند: لا تسمعون فيها الآن مجرد أصوات الفيلة و الخلاخيل و الطبول و تشتمون رائحة البهارات .. كان زمان..الهند الآن تصنع الأقمار الصناعية يا سادة و تطلق صواريخ بعيدة المدى و تصنع السيارات و الكمبيوترات....
هيييه..لا تعليق..
و الآن، سأوزع عليكم قطعا من القطن لتستخدموها كسدادات للأذن  لو لم تستطيعوا تحمل ما ستسمعون فى منطقة الشرق الأوسط الموكوس بحكامه قبل المحتل..جاهزون؟
إنخفضوا، فهناك صاروخ و مدفعية ثقيلة أطلقها الجيش السورى الأخرق على شعبه و نسائه و أطفاله..أشتم رائحة الدماء تجرى فى شوارع سوريا بدلا من الفرات.. الفرات أصبح إنفراط فى الأخلاق و إنعدام للإنسانية، صريخ و عويل و شكوى تنضم لعويل فلسطين المزمن منذ أكثر من نصف قرن..

نفس رائحة البارود و الأدخنة، نفس أصوات الهتاف المتبوعة بطلقات رصاص فى البحرين، و مصر و من قبلهما ليبيا ...
فى دول الخليج، تسمع صوت الطرب و الترف و المزمار،تسمع تخميس السيارات إلى جانب  برامج المسابقات التى تغدق عليك ال6 مليون ريال،دينار أو درهم، تسمع ألسن المذيعات فى فخر تعلن عن "أراب أيدول" و فى الخلفية صراخ فلسطين و إنفجار العراق و نزيف سوريا و إنتكاسة الأقصى، صحيح..نصف العرب أصم و النصف الآخر يهتز طرباً على أنغام المعازف غير عابئين بالتنمية..سوى فى بذل النفيس و الغالى لشراء إنتاج الأمريكان و الإنجليز من الأسلحة لصد إعتداء إيران الإفتراضى كما يزرعه الأمريكان فى مخيلة العرب .."
Inception
"
مصر؟  نعم إرتطمت يدى بأهراماتك العظيمة، بسدك العالى، بمعابدك الشامخة..نعم طربت أذنى بألحانك و فنك الراقى، نعم تهذبت نفسى بأدب العظماء من كتابك وشعرائك ..و لكن اليوم...ضجيييييييج، أرى غمامة فوق مصر، ليست غمامة السحابة السوداء ولا عوادم السولار..بل غمامة حروف و كلمات..أبجديات إهترأت من كثرة إستخدامنا و من فرط الثرثرة بها.."عمل" مات و دُفن تحت الثرى وأداً بعدما نسيناه و تركناه فريسة لتراب النسيان و الهجران..وقتاً نزف الساعات و الدقائق فى قنواتنا و التوك شو..
لم أعد أستمع لصوت تروس المصانع،لم أعد أسمع هتافات الشعب باسم رئيسهم المحبوب،بل أسمع نهيق البرلمان و مصطفى "بقرى" فى الميكروفون و "سباب" عصام سلطان و نوارة نجم..لم أعد أسمع عظمة طرب عبد الوهاب و ثومة و حليم فى حب تاج الشرق مصر..لم أعد أسمع حب مصر بجد و مجد كما كان..صراخ و سباب و هتافات علت فلم تعد تسمع أى شيئ! منصات و جلجلة و تهليل و خيبة تقيلة أصبحت محل التبجيل..و الخارج عن نطاق السباب و حمل الأحذية و الطوب يصبح محل "تفليل" – (اسم تفعيل من "فلول") ...
أسمع تنهيدة مصر و أنينها على عظمائها الراحلون وعلى كاتبى دستورها المخضرمون..


لم يعد فى وسعى سماع المزيد فجميعكم تسمعونه ،بل و بعضكم هم من يصنعونه...لكنى أردتكم أن تترجلوا من مسرح العرض و تقفوا وسط الحشود و الجمهور و تسمعوا أنفسكم و تحكموا أنتم على أنفسكم و سأترك تقديركم حبيس كينونتكم...و ضميركم حبيس نفسكم ..عسى أن تعتبرون و عن جد لمصر تحبون!!!
...
ملحوظة:
فى كل بقعة من الخريطة سمعت أصوات و لهجة المصريين، ضحكاتهم،نكاتهم، تفوقهم، تكريمهم، تكاتفهم .. إلا فى مصر!