الاثنين، 20 أغسطس 2012

أرض العرب.. إلى متى؟؟


تسأل الأرض العربية لِمَ أساكِ وحزن أوطانك؟ فتجاوبك، فى وقت السلم كنت أعانى سباتكم العميق، وصمم أذانكم العتيق، وضميركم المستتر الذى لم تزفروه بعد شهيق..أما وقد ظننت أنها الصحوة، وأنها ربيعى الذى طالما انتظرته منذ زمن سحيق، فإنى عانيت حمل سلاحك فى وجه أخيك و حروب و فتن أهلية ضد الرفيق و الصديق...ما عاد الربيع ربيعا بل أصبح خريف محيق...

ماذا يحدث والتربص بثقافة تونس من قِبَل سلفيون جهلاء كانوا على الإسلام حِملا وبلاء؟  ماذا يحدث والتربص لديمقراطية ليبيا الناجحة؟ ماذا يحدث والتربص ببراءة سيناء حبيبة مصر؟ ماذا يحدث والتربص بهدوء وألفة أهل سوريا؟ ماذا يحدث و التربص بتواضع اليمن الهادئ؟ ماذا يحدث والتربص بضحكة لبنان التى  لا تفرق بين أهله؟ وسؤالى الأزلى ،سؤال يعقوب عن ولده يوسف ، القدس،ماذا يحدث و التربص بأقصاها و تهويده،ماذا يحدث والتربص بأرض الزيتون و وأدها؟

ماذا يحدث و قد فهمت ماهية و تعريف "الشرق الأوسط الجديد" فى قاموس عقربة أمريكا السوداء..بيدكم يا أعراب و بسلاحكم فى وجه بعضكم البعض لابيدى أمريكا والغرب ودون أى تكبد و عناء...ينجح مخطط العقربة السوداء... و يستمر دوى المدافع و الرصاص وتستمر معها آهات أرض العرب..متى يعرف أهلى قيمتى و متى يعرف أن كل ذلك لمطمع الغرب فى كنوزى و زيتى؟

أفيقوا و أنتهزوا الصحوة و حركوا النخوة .. صحوة لكرامة و رفعة و إباء الأرض..ليس للتخريب و الإنحناء للغرب

الجمعة، 17 أغسطس 2012

رمضان 2012


تتبسم لى والدتى قائلة" يذيعون فى هذه الأيام "والله لسة بدرى يا شهر الصيام" وهى تشعر بالعاطفة والحزن على مضّى الشهر الكريم و الجميل فى لمح البصر،شأنها شأن العديد والعديد.. ولكن ردى عليها هذه السنة إختلف فبادرتها " ده رمضان هو إللى جرى مننا خوفا هذا العام، إستقبلناه أوحش إستقبال..."

هذا هو فعلا شعورى نحو الضيف الرقيق الخفيف الكريم لهذا العام، أراه جرى لينفد بجلده من بشر لم يجدهم بشرا..
أراه ضيفا جاء من سفره ليحط علينا متخيلا أننا سنرحب به و نحترم قدسيته عندما يحل علينا..لكنى أراه قد صُدم منا..من هؤلاء، ماذا يكونون؟ ماذا يفعلون؟ ألا يشعرون .. أنى هنا مقيم ولخصوصيتى يعبأوون؟؟ ماذا حدث ومن هؤلاء؟؟

رمضان يستعد للرحيل، وأشعر أن لولا الله أن قدره أن يمضى معنا ثلاثين، لكان رحل من أول ساعتين..

أراه وهو يجر قدميه ليلحق بالثمانية أشهر الهجرية التى سبقته فى الزمن، يذهب إليهم فى حزن من هول ما رأى و شاهد ولمس من تغيير فى السلوك الإنسانى للبشرية التى فى معظمها لم تحترم وجوده المعهود سوى فى الإمتناع عن الأكل و الشرب فى تأفف حتى الساعة السابعة بتوقيت القاهرة!
تتلهف الأشهر الثمانية المنصرمة لأخيهم التاسع"رمضان" ليحكى لهم كيف كانت رحلته فى الوجود على كوكب الارض ولاسيما فى العالم الإسلامى و العربى...
دعونى اتوقع ما سيخبره "رمضان" لإخوته..

"رايت بشرا ما هم ببشرٍ...لم يحترموا وجودى:

فى أرض الكنانة: أستقبلونى بوابل من المسلسلات التى أتخمت الناس من دهمها لمنازلهم..أما الشارع، فأستقبلونى بالخناق و الشتائم  و الأسلحة كل خمسة دقائق فى كل شارع و كل حى و كل زقاق..أما عالحدود، فأستقبلونى بإزهاق روح 16 جنديا مصريا إحتفظوا بتمرتى فى أفواههم لحظة توقفت قلوبهم عن النبض و ساد الصمت بعد أن إرتفع آذانى لعنان السماء..و المزيد و المزيد من التوحش و التبجح..عند ساعات إفطارى يتحولون و كأنه يوم القيامة، يهرعون هنا و هناك و كأنه آخر يوم يذوقون فيه الطعام..هرج و مرج و شتائم و سباب فى الإشارات.. أيناى أنا و أين إحترامى و قدسيتى وسط كل تلك الإنتهاكات؟؟؟!!..

أما سوريا، فبدلا من التسابق فى الخيرات..تسابقو فى إزهاق المزيد و المزيد من الأرواح لتمتلئ المسامع بأعداد القتلى و الأعين بلون الدماء إلى أن أصبح الخبر "عادى" على المسامع و الأذهان و أصبحت فزورة كل يوم هو يا ترى كم عدد شهداء اليوم..
لبنان: و عنف طائفى يدق الأبواب و نواقيس القلوب تقرع حذرا من الإرهاب...

تونس: والسلفيون باسم الدين يقتلون و يهاجمون و يهددون أمن الناس على مرآى العيون...

العالم العالم يتوحش و يتوحش، يسفك المزيد من دماء الإنسان دون أن يتحرك القلب أو الأيدى ترتعش!.. أهو آذان إنقراض البشرية و الآدمية و الإنسانية؟ ... أبات إبادة الإنسان لأخيه اإنسان هو ما فى النية؟؟؟
لم أجد البشر بشرا..بل وجدت الحيوان و الجماد يدعون الله أن يقيهم منهم شرا"...

آسفة رمضان..ما كنت لأحب أن منا تفزع و لأخواتك فى رعب و صدمة تهرع...

الأربعاء، 15 أغسطس 2012

sms to Palestine...رسالة قصيرة إلى أهل فلسطين



:
رؤيتى لليوم هى رسالة منى لأهل فلسطين 

"إهمسوا لشهدائكم فى آذانهم أن يخاطبوا الأرض فى باطنها أن تنتفض و تتزلزل من تحت أرجل الأعداء فهم عليها هم الغرباء وأنتم من ألِفَتكم أهل وأحباب وأصدقاء وأنتم من ألِفَت أرض فلسطين وقع خطواتكم من فوقها، أما خطوات بنو صهيون، فهى من أزعج إنتظام نبض أرضها"

تمت
عندما يصبح باطن الأرض هو اللقاء والعناق "الحُر" بين الشهيد و أمه الأرض دون قيود، دون شروط..دون حرية مشروطة، دون خطوات مرسومة، دون خريطة للحدود.. عندما يصبح جوف الأرض هو فضاء الحرية للإنسان، فتلك إذاً هى الحقيقة القاهرة لإحتلال أرضك و لكن.... ما عليها إلا أن تزيدك إصرارا لإسترداد جوهرتك المسلوبة، فلقد خُلقت لتحل محل شهيد سبقك للحرية وترك إليك رسالة توضح دورك فى "درج" الزمن و التاريخ،فلا محيص لك إلا أن تفتح الدرج و تخرج رسالته وتبدأ 
مهمتك  ...




الاثنين، 13 أغسطس 2012

معنى مصر الإسلامية عندى ...



الجمعة، 10 أغسطس 2012

صندوق الدنيا



 آخر علاقتى به و ربما أولها هى صورته الفوتوغرافية فى ذاكرتى من رواية والدى-رحمه الله- له أو رؤيته فى الأفلام 
المصرية القديمة و ربما فى أوبريت الليلة الكبيرة ..

ولكنى لم أكن اتخيل أن عالمنا اليوم سيهدى مرآى هذا الصندوق الكبير..وأنه سيهدى مخيلتى كل هؤلاء المتفرجين الناظرين من العدسة ... ترى ماذا يرون؟
سأبدأ بنفسى و قد إتخذت متأكاً و دنوت من الدائرة الزجاجية، بوابتى إلى العالم الغامض داخل الصندوق المنغلق..قربت..نظرت..سرحت..ماا رأيت؟

رؤيتى مصرية.. رأيت مصر..رأيت طيبة وصبر و جلد وعظمة..

وهل تُرى هذه الأشياء؟ نعم إنها أشياء تُرى فى كيان اسمه مصر.

.رأيت خير وفير لم ينقطع رغم الأزمات..رغم السرقات و النهبات..رأيت أرض خضراء لازالت تعطى و تكرم و تشكر و تسبح رغم التجريفات.. رأيت محصولا يتراقص بين يدى الفلاح رغم المناجل و القصعات..

رأيت تنوع و إختلاف و مزيج من الشرق للغرب ومن الشمال و الجنوب فى اللون و الطبع واللغات و العادات..

و هل تُرى تلك الاشياء؟ نعم، تُرى فى كيان اسمه مصر ..سيدة الرايات

رأيت ألوان كهرمانية شفافة ربانية..أين هذا المكان.. وذاك..إنه فى مصر البهية..يا الله..كم لازالت تملك بلدى من الأسرار و كم قصة لازالت لها معها بقية؟؟

مصر..ثلاثة أحرف مليييييئة بالتاريخ..ملييييئة بالثقافات و الأحداث و التناقضات..مليييئة بالعشق و السحر الذى سلب قلوب وعقول الشعراء والمؤرخين وأصحاب الغزوات والغارات...

رأيت ثلاثة أحرف ذُكرت فى ثلاث ديانات ..فى توراة فى إنجيل فى قرآن بين الصفحات..يقرأها و يذكرها كل لسان آمن بالله و رسله و أخذ من على أرضها العبر و المعجزات...

أرى جَدّ و كَد و تعب و عرق رغم الفقر إنما كالوتد..أرى نساء متشحات بالسواد فى منازل طينية و لكن عند الحرب.. ست ب 100 ولد..

أرى أرستقراطيين و ملوك وسلاطين... كيف يارب مزيج المرمر مع الطين؟..كلاهما زكى فى مصر مجمعة المتضادات...

فى مواجهتى يجلس ذو الذقن الطويل،أبيض فتيل جنب فتيل، ماذا يرى يا تُرى؟

 يرى مصر أحد إمارات الخلافة الكبرى...مركز الحكم والقصر المشيد..مركز القيادة و منزل الحكم الرشيد..فرمان و حدود و حلم جديد كان فى خُلد الإخوان منذ أمد قويا كالحديد...تكميم أفواه لمن يقول فى الخليفة ما هو عن الرضا بعيد..وهيهات هيهات..كانت الحرية أضغاث أحلام ذهبت مع الريح وذهب معها حلم كل شهيد...

جانبه يجلس شاب، خرج من العدم و نفض عنه أتربة الزمن المتراكمه عليه و على عقله ومسح عن عينيه عتمة الضعف و الإستسلام..شاب شق صوته صمت الخذل والضعف المصرى..يطوف مع عينيه داخل الصندوق صوته وهتافاته و فى قلبه صورة الشهداء أصدقائه..ينادى و يرج.. وتعلوا معه مصر وعنه لقنابل الغاز تصد.."إبنى، إياكم وأن تمدوا عليه اليد..حبيبى، صغيرى، قام وانتفض.. ومن أجل رفعتى فى شوارعى رج الأسفلت و ركض.. ونام و ربض... و لمكانه أن يبرحه رفض..إلا لما يجيب كرامتى و حقى كما الله فرض..صغيرى علّى وعلّى الصوت..صوتك غالى و مش هيموت..ومهما تعدى السنين وتفوت..إنتوا الصوت لما يحبوا الدنيا سكوت...

....تطرب أذنى بزئير الهتاف ومن سكوته يضطرب القلب ويخاف و يصيب الثورة جفاف..لكن" لا "وبعدها الآلاف..صوتك يصدح ويملى الكون ويرجع ويعلى زى سارينة الإسعاف..يابلدى ما نسيناكى ده إنتى فوق الراس وعلى الأكتاف..إحنا هنا و مسيرهم بعظمتك الإعتراف..


..يسرح نظرى و أسرح معه بخلدى إلى أن يصتطدم فى الركن بعين جاحد، أنانى لمصلحته فضّل وقال"تغور فى داهية البلد".. آآه يافلولى ياواطى إن شاء الله دايما تعيش فى كبد...شايف مصر إزاى ياللى رضيت تكون للفساد وتد؟

مصر، مغارة على بابا و إحنا الأربعين حرامى واقفين على بابه...صندوق مجوهرات و مال و ياقوت و مرجان..إكبش منه كمان و كمان..وإعمل من الفلوس هضاب و تلال..تنفق عمرك كله تطلعهم وماتوصل لقمة الجبال...
صدقنى مسيرك تنزل من قمة مالك و إنت فى قمة الإذلال..ويوم جهنم تصرخ من حرارة ما كنزت من السلال..
وعلى الباغى تدور الدوائر ياللى كنت دايما عدو للحلال...

فى الركن البعيد الهادى، قاعد ابن العم بينادى، من النيل للفرات بلادى..حلم يكيد كل الأعادى..حلم بيقرب كل مايقرب عدّادى..كتبنا فى سينا بالصخور كلمة"سلام" عشان نرجع لها و نديها تعظيم سلام.. مصر،جائزة الشرق الكبرى وحلم ما تطوله الأيادى...


طيب ياصهيونى، يا كلب إنت وبلفور الغليونى..سأنشئ صخرة فى أرض الفيروز ترد عليكم وتقول "ده بعينكم أن بأرجلكم تطأونى، ولا لأرضى أن تنظرون ولا لسكنى أن تتمنون أو حتى تتخيلون ..ولا لقدسيتى أن تتندسون..

ألا بُعدا آل صهيون....ألا بُعدا آل صهيون....

تصفيق خارج العالم الزجاجى يشق أذنى أنا وأصحابى..عم "جميل"بينادى، خلص الفيلم ياولادى..بكرة تانى معاكم ميعادى..كدة قُضيت الليلادى...نحمد الرب ونبوس الأيادى..

عزيزى الناظر داخل الصندوق..صفّى ذهنك و أنظر بعينيك وأسرح بفكرك و خيالك..وقل لى..ماذا ترى فى صندوق الدنيا؟؟؟