تتبسم لى والدتى قائلة" يذيعون فى هذه
الأيام "والله لسة بدرى يا شهر الصيام" وهى تشعر بالعاطفة والحزن على
مضّى الشهر الكريم و الجميل فى لمح البصر،شأنها شأن العديد والعديد.. ولكن ردى عليها هذه السنة إختلف فبادرتها " ده
رمضان هو إللى جرى مننا خوفا هذا العام، إستقبلناه أوحش إستقبال..."
هذا هو فعلا شعورى نحو الضيف الرقيق الخفيف
الكريم لهذا العام، أراه جرى لينفد بجلده من بشر لم يجدهم بشرا..
أراه ضيفا جاء من سفره ليحط علينا متخيلا
أننا سنرحب به و نحترم قدسيته عندما يحل علينا..لكنى أراه قد صُدم منا..من هؤلاء،
ماذا يكونون؟ ماذا يفعلون؟ ألا يشعرون .. أنى هنا مقيم ولخصوصيتى يعبأوون؟؟ ماذا
حدث ومن هؤلاء؟؟
رمضان يستعد للرحيل، وأشعر أن لولا الله أن
قدره أن يمضى معنا ثلاثين، لكان رحل من أول ساعتين..
أراه وهو يجر قدميه ليلحق بالثمانية أشهر
الهجرية التى سبقته فى الزمن، يذهب إليهم فى حزن من هول ما رأى و شاهد ولمس من
تغيير فى السلوك الإنسانى للبشرية التى فى معظمها لم تحترم وجوده المعهود سوى فى
الإمتناع عن الأكل و الشرب فى تأفف حتى الساعة السابعة بتوقيت القاهرة!
تتلهف الأشهر الثمانية المنصرمة لأخيهم
التاسع"رمضان" ليحكى لهم كيف كانت رحلته فى الوجود على كوكب الارض
ولاسيما فى العالم الإسلامى و العربى...
دعونى اتوقع ما سيخبره "رمضان"
لإخوته..
"رايت بشرا ما هم ببشرٍ...لم يحترموا
وجودى:
فى أرض الكنانة: أستقبلونى بوابل من
المسلسلات التى أتخمت الناس من دهمها لمنازلهم..أما الشارع، فأستقبلونى بالخناق و
الشتائم و الأسلحة كل خمسة دقائق فى كل
شارع و كل حى و كل زقاق..أما عالحدود، فأستقبلونى بإزهاق روح 16 جنديا مصريا
إحتفظوا بتمرتى فى أفواههم لحظة توقفت قلوبهم عن النبض و ساد الصمت بعد أن إرتفع آذانى لعنان السماء..و المزيد و المزيد من التوحش و التبجح..عند ساعات
إفطارى يتحولون و كأنه يوم القيامة، يهرعون هنا و هناك و كأنه آخر يوم يذوقون فيه
الطعام..هرج و مرج و شتائم و سباب فى الإشارات.. أيناى أنا و أين إحترامى و قدسيتى
وسط كل تلك الإنتهاكات؟؟؟!!..
أما سوريا، فبدلا من التسابق فى
الخيرات..تسابقو فى إزهاق المزيد و المزيد من الأرواح لتمتلئ المسامع بأعداد
القتلى و الأعين بلون الدماء إلى أن أصبح الخبر "عادى" على المسامع و
الأذهان و أصبحت فزورة كل يوم هو يا ترى كم عدد شهداء اليوم..
لبنان: و عنف طائفى يدق الأبواب و نواقيس
القلوب تقرع حذرا من الإرهاب...
تونس: والسلفيون باسم الدين يقتلون و يهاجمون و يهددون أمن الناس على مرآى العيون...
العالم العالم يتوحش و يتوحش، يسفك المزيد
من دماء الإنسان دون أن يتحرك القلب أو الأيدى ترتعش!.. أهو آذان إنقراض البشرية و
الآدمية و الإنسانية؟ ... أبات إبادة الإنسان لأخيه اإنسان هو ما فى النية؟؟؟
لم أجد البشر بشرا..بل وجدت الحيوان و الجماد
يدعون الله أن يقيهم منهم شرا"...
آسفة رمضان..ما كنت لأحب أن منا تفزع و
لأخواتك فى رعب و صدمة تهرع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق