السبت، 14 يناير 2012

إمبارح كان عمرى عشرين :حوار مع جِدى ( الحوار من نسج خيالى لأنى لم أرى لى جداً منذ بدء محياى)

بدايةً أحب أن أعلن انى قررت أن أنظر ،كما أحاول دائماً، أن أنظر لنصف الكوب الملآن من الحياة بشكل عام و من الثورة فى مصر بشكل خاص، و قررت أن لن "أشير فى الخير" – على قدر استطاعتى و جهادى- أى فيديو ينظر للخلف، أى فيديو لا ينظر الآن و من ثم مستقبلاً، أى فيديو لا يسهم بشكل واضح فى نمو بلدى بدلاً من النميمة على مختلف قطع الشطرنج على رقعة الشطرنج، باختصار اخترت ألا يشيب شعرى و ينحنى عمودى الفقرى و يضعف نظرى أمام فيديوهات و لينكات أشبهها بحمام السباحة، نعوم فيها و نعوم دون بلوغ سوى أربعة أركان لا أكثر و لا اقل...  دعونى أمشى على حبات عقد عمرى على أرض الواقع و الحلم الملموس، دعونى أنفق صوتى و كتاباتى و طاقاتى و رسوماتى من أجل تقدم حقيقى لبلادى ... يا زملائى فى يناير و أشقائى فى الجنسية، ليس بالشتم و التهجم و لا بالتهكم تبلغ الأمانى...
==================================
مع إقتراب ال25 من يناير، يزور ذاكرتى عدة مشاهد مكونة من خمسة ألوان: الأحمر، الأبيض، الأسود ، الأخضر و نور متوهج ليس ليس له تصنيف فى الألوان، أرى فى المشهد شباب يزأرون بحناجر رخيمة: عيش، حرية، عدالة إجتماعية.. يمشون فى جماعات و مسيرات كاسحة لا رجعة فيها، لسان حالهم يقول" أٌقسمنا على رد إعتبار كنانة الله فى الأرض دون رجعة" ... و يالرجة قلبى للمشهد المهيب... تستحضرنى مع هذا المشهد أغنية و ألحان كلمات اغنية "إمبارح كلن عمرى عشرين" للمصرى الفريد من نوعه  محمد منير و الذى كان بالفعل و لايزال منيراً لقلوبنا نحن الشباب منذ نعومة اظافرنا بمصريته و أشعار مواطنه عبد الرحيم منصور المصرية ببساطة و المصبوغة بحنة التراب المصرى الأصيل الناعم ...
فى ضوء هذه الأنشودة ، أتخيل هذا الحوار بين شاب عشرينى شارك بالأمس فى 25 و بين جده و الحوار يدور كالآتى:
الشاب الصغير سنا و الكبير مقاماً  متبسما لجده: يا جدى إمبارح كان عمرى عشرين ، مشيت بيهم يوم 25
الجد: ياااه، ده أنا آخر مرة ليا كانت فى 52
البرعم الأخضر: و احنا بعد طول السنين، بعد ما بلغت قرب الستين، قلبنا الموازين ، و بدلنا الرقمين، 52 و خلناها 25!
كانوا فاكرينا يا جدى شباب صايع ضايع، ما بيهتم إلا بالرفايع ، ما بيلبس إلا الوسط الواقع ، و التى شيرت المايع ،
كانوا فاكرين مواعيدنا محسورة فى سلسلة كافيهات للشباب مسعورة،  و سلسلة تانية من المطاعم من أمريكا مأجورة  و تلات حروف للعبة خلت دماغنا بيها مسحورة ، نعيش ليها عالكنبة فى لعنة من الأهل " دى عيال مطيورة" ...
ما كنوا عارفين إننا هنعكس للعمر عقارب، و نرجع لأم الدنيا ثورة ابتدت فى البحر بقارب، بحارته من شباب أصحاب و قرايب، قدفوا بهتاف و أغنية و علم و لوحة اترسمت بجرة قلم ، تعويذة من تلات كلمات "عيش، حرية، عدالة لأجتماعية" ، طلب واحد من أربع كلمات " الشعب يريد إسقاط النظام" ، نداء واحد من أربع حروف، تحت البيوت لأصحاب الدار والضيوف "إنزل، إنزل"
ما كانو يتخيلوا إن ميعادنا المرة دى اتغير، كان ميعاد ليهم يحير، ميعاد مش صغير، مش ميعاد عالقهوة و لا فى كوستا أو سيلانترو و لا ستار بكس يا أساتذة، ده ميعاد جالكم على سهوة، ميعاد بالمصريين مليان، من شبرا لحد الميدان، على قصر النيل عدينا و الأسد فرحان، قلبة لينا بيدق و برونز جسمه لينا بيترَج، شامخ فى وفقته بيقول، يااا ياولاد، كنتم فين من زمان؟
لبسنا يوميها تلات ألوان، علمك يا أم الدنيا و حبك الفتان ، كنا كلنا يوميها فنان، غنينالك و هتفنالك بأعلى صوت لحد حريتك ما تبان.
لعبنا يوميها كلنا نفس اللعبة ، مش أم تلات حروف اللى خلت عقلنا عقل خروف، لا، لعبنا لعبة بدائية من أيام زمان، استغماية و عسكر و حرامية فى كل ركن فى كل ميدان...
مابيتناش يوميها مدفيين قدام الشوتايم ،لا و الله، كنا فى الهوا المفتوح، أسفلت نايم عليه ألوف، زى المجند وسط الصفوف
كنا للعالم كذب للعين، فرحة لكل مصرى فى وطنيته حزين، قوة لكل واحد كان للخوف ركين، كنا الضحكة لكل أنين، كنا الحرية لكل واحد كان للظلم سجين، كنا الطوفان على كل من كان على مصر غير أمين، كنا يوم الحساب لشيخ المجرمين ...
يااااه يا جدى، تصدق كل ده و كان عمرى بس عشرين؟
و بكرة نازل أحتفل بالواحد و العشرين، وسط الملايين من المصريين، نازل أقول مكملين لحد مانوصل التسعين، مكملين، الثورة مستمرة لحد ماشوف مصر بجد حرة ..
========================================
أعزائى، الثورة المصرية و سياسة قيادتها هى أشبه بمباراة شطرنج فريدة من نوعها، لعبة تحتاج للتركيز و الحكمة و الحرفة، عمركم شفتوا حد بيلعب شطرنج فى حارة؟
اللعبة بين فريقن إحنا طبعاً طرف منهم، طرف مبتدىء غير محنك، و لهذا، يجب أن نحافظ على الملك بتاعنا لأن خطواته محدودة و محسومة و عشان كده لازم نلعب بحكمة موزونة، أما بناتنا فأنتم الملكة، أهم و أعز قطعة على اللاعب، أنتن من تتحركن بكل الحرية و مماتكن يعنى خسارة فادحة و حزن عميق للاعب، خلى بالكوا من نفسكوا كويس و اتحركوا برزانة و رقى..
جنودنا و عسكرنا، بلاش همجية و تطبيش، اتحرك بحرفية ، خلى قدامك هدف العبور الصح و غيره مافيش، يا كدة يا إما فى ثورتنا السلمية هتلاقى نفسك ماتساويش...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق