متخيلة الآن الانطباع الذى تركه العنوان على وجه قارئيه، فالبعض سيغمض عينيه و يردد و يتمتم "أستغفر الله العظيم ، أستغفر الله العظيم...إيش جاب لجاب يا شيخة!" و البعض سيسخر و يقول " سخيفة! ومبالغة فى تشبيه، عيال خرفانة و عقولها خفيفة!" و البعض سيلعن و يقول "خاينة و عميلة!" و الآخر سيتبسم و يقول " لما نقرا و نشوف إيش بتقول و كونت من الحروف"...
أيوة حجيت لميدان التحرير يوم 25...و أيوة الذهاب للميدان كان حج.. حج عشان ربنا بارك يوم ميلاد الثورة فيه، سما بكت بعنف و حرقة على الشهدا قبلها بيوم و شمس طلعت مع ملايين فى العالمين تتفرج على ولادها و ما غربت طول اليوم... ياااه، ده إيه ده يا رب؟ تغيير 180 درجة فى الجو !! معقولة يارب؟ قادر على كل شئ يا قدير..قادر تطلع علينا الشمس و أبدا وجهها عننا ما تدير..و نسيم عليل بليل يزورنا و الأعلام فيه ترفرف و تميل... ياااه يا رب ، طمنتنى و طمنت معايا من البشر سيل..
ثورة مباركة بهدفها النبيل جمعت فى أجمل لوحة ميدان و متحف و نهر جليل اسمه النيل ، بيجرى و يسابق خطوات أحفاده فوق قصر النيل!
أيوة زيارة الميدان حج، نزلت على قصر النيل، عيونى على الميدان ،خطواتى بتجرى بلا حسبان، و قلبى يسبقنى و يقول جيتلك بلهفة و حب جميل ..مدد يا ميدان يا أصيل...
أيوة دخول الميدان حج، لما ألاقى لسانى من غير لجام، فى تلقائية يسبقنى بالكلام و يسّمِى و يردد معاه قلبى البسملة .. يوشوش و يقول "بسم الله"...
أيوة زيارة الميدان ألفة و بساطة، لما توصل للتفتيش و تبقى مبسوط إنك بتتفتش و تدعى للى بيفتشوك و تقولهم و إيدك بطبطب على كتفهم و ضحكتك تنعكس على وشهم "ربنا معاكم ويسّهِلكم"..
أيوة زيارة الميدان سعادة، لما تدخل الميدان، "ابتسامتك".. ابتسامتك تعلى و تشرق و تبان للى على يمينك و شمالك من بسطاء السكان، قليل الحيلة و اهه موسم يتمنى يطلع فيه كسبان.. بياع على باب الله قاعد يلقط رزقه بكل بشاشة و روقان ما له علاقة بالطوفان ..."عينك".. عينك تتلون بمختلف الألوان، أسود و أبيض و أحمر و أخضر معاهم كمان.. "موتوسيكلات" مصفوفة جنب الرصفان، مش دى اللى أصحابها يوم "محمد محمود" كانوا عنوان الشهامة و كانوا الجدعان؟
المتحف، واقف ورا شبابه، واقف مطمن فى حمايته و حراسته و رعايته، شباب أمين تسهر عينه و يقف بجسمه هدفه سلامته..
أيوة زيارة الميدان حج، لما تدخل و تشوف حجاج الميدان، تنطبق عليهم الآية الكريمة "وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مّنْ غِلّ"..بإختلافنا مع بعض فى وجهات النظر و الثقافة و التقاليد، فى شعاراتنا و هتافاتنا اللى كانت بتقيد ، منصاتنا اللى اختلفت فى المواعيد، لكن ماكانش فينا حد عن التانى بعيد، ماحدش كان على التانى بيزايد ولا بيزيد، ولا حد للتانى بيكيد..كله فى حاله ، كله كان يومها فى عيد..
أيوة زيارة الميدان حج، لما تلاقى نفسك بتدور و تطوف فى وسط ألوف حوالين صينيته، اللى استخبت تحت أقدام االمصرى و زوجته و ابنه و صبيته...
كل ركن فيه بآذان، قرآن، نداء، حماسة و ألحان.. نشيد فيه وعيد و تحذير للمصَهيِن و السهتان ..
قالك هيحرقوا مصر و ماشفنا لحد اليوم شاهد عيان..بعد الشر عليها .. و بعينك يا جبان!
زيارة الميدان رحلة للمدينة الفاضلة اللى كانت بيها "أفلاطون"حالم ولهان، ناس من كل طبع و لون، البسيط و الجاهل و المثقف واللى معاه مال قارون، لغات و حوارات و لكنات و ثقافات من العشوائيات للشعر لصالونات الفنون.. كله كله هنا موجود فى لحظة وجود فى بقعة من الكون.. عاشوا و تعايشوا فى سلام و سكون.. ساعات و ساعات لكن الوقفة تهون..لدرة القلب و نور العيون، أم الدنيا و أولادها اللى أصابوا العالم بالجنون.. واقفين صامدين وسط المسيل للدموع، جموع تزيد و تقيد بشجاعتها للشهيد شموع..
عمرك شفت كده تركيبة؟ إيه السر فى دى التكعيبة؟ أما والله حاجة غريبة و خلطة سحرية عجيبة !!!
مش بقولك زيارة الميدان حج و غنيمة!!
يا ترى لسة بتقول "زيارة الميدان عيبة؟ و عار و مصيبة؟
إدعى لمصر فى كل ركعة و كل ترنيمة ..
و أعرف إن التحرير منبر و محراب لثورة قَدَرها أن تكون و تكتمل عظيمة ..
الثورة مس:)مرة ...
الحاجة ... عاليا ...