السبت، 8 سبتمبر 2012

ثلاث قصص قصيرة أعجبتنى ... روتها لى أمى فبسمتنى ... و مع النسيم تحت الأشجار و دفء الشمس دغدغتنى




المشهد الأول: وراء كل رجل عظيم إمرأة عظيمة قد تكون أمه و لكن اسمحوا لى بتغيير العنوان إلى : كلمات لها مفعول السحر لمن رغب باستنشاقها


منذ مائة و خمسون عاماً تقريباً قال الأطباء للشاب الروسى "مندليف" أنه مريض بمرض فى الصدر و عليه أن يعود لقريته و يستقر بمنزله منتظراً النهاية.
فرجع مندليف إلى قريته فاقداً كل أمل فى الحياة... و ذات يوم دخلت عليه أمه فى حجرته فوجدته حزيناً فقالت له : يا بنى لا تيأس ... و ثق أنك سوف تشفى من مرضك ... و ظلت وراءه بكلمات الحنان و الحب تبث الأمل فيه 
فكانت كلمات أمه كالسحر فى نفسه..فخرج من غرفته و أجرى تجاربه العلمية فى إصرار و دأب لينتهى به الأمر ليعيش طويييييلاً و يصبح من أعظم علماء العالم فى الكيمياء.


تعقيبى: ليس طبيبك هو مداويك فى كل الأوقات فقد يكون هو مهلكك ، فطبيبك هنا أيها الانسان هى نفسك التى إما تكون جميلة فتداويك و إما تكون لوامة فتهلكك باستسلامك لأحزانك و همومك و التى هى مرضك. 


مرضك اللعين هذا ما هو إلا كلب مسعور ، إذا اشتم رائحة خوفك، هجم عليك و شرع بالفتك بك , أما إذا هوشته- و لا أعرف الفعل الصحيح لهذه الكلمة) فقط بمهاجمته بحجارة هلع و فر خوفاً منك نابحاً لخيبة أمله أنه لم يتمكن منك... 

================================================


المشهد الثانى: كيفية معرفة سيدنا سليمان بغياب الهدهد 


قالوا فى الروايات القديمة أن الله وهب سيدنا سليمان مقدرة التحدث إلى مخلوقات الله فى العوالم الأخرى ..عالم الإنس .. عالم الجان..عالم الحيوان، عالم الطير و غيره مما استأثر به ربى لنفسه الجليلة فى علم الغيب 


فقيل أنه كانت مملكة الطير تهيم و تحوم حول سليمان عليه السلام و من فوقه فتحجب عنه الشمس حتى جاء يوم رأى فيه سليمان شعاعاً قاطعاً أسراب مملكة الطير ممتداً من السماء إلى الأرض..ليعرف أنها لم تمتد إلى الأرض إلا من الثغرة التى تركها الهدهد فى السحابة المكونة من الطير.. و البقية تسرد فى أعظم الكلم فى سورة النمل ، الجزء19 الآية 19.. و اترككم معها لأننى أبداً لن أضاهى البديع كلماً (معاذ لله 

================================================

المشهد الثالث :اترك العنوان لكم 

روى أنه كان هناك قى أيام الجاهلية سيدة عجوز تخرج كل يوم على قدميها الواهنتين حاملة جوالها على كتفيها النحيلين طامعةً فى كسب قوت يومها و كسرة خبزها دون أن تفكر فيما ستفعل غداً .. و عندما همت ذات يوم للعودة إلى الديار فى مغيب الشمس و قد أنهكها التعب و فر منا النفس .. لمحها شاب فتى، رشيق جلى.. قهم لمساعدتها فحمل عنها جوالها الثقيل على فدميها الواهنتين اللتين بلغتا فى نحافتهما ساقين العصفور.. 


سار هذا الشاب مع خيال إمرأة عجوز .. و اسمحوا لى أن أستعير التعبير الشهير كما روته لنا جداتنا فى قصص الأساطير ، قصة الشاطر حسن..لأقول بلاد تشيلهم و بلاد تحطهم حتى نقش حبل الجوال طريقه فى كتف الشاب شأنه شأن شق قناة السويس فى لحم الصحراء حتى نزفت مياه.. فنزفت أكتافه دماً دون صرخة أنين واحدة حتى بلغا باب الدار البسيط ، لوح خشب من شجرة يحاكى عمرها عمر صاحبة الدار .. فحط الشاب الجوال و سأل الخيال المتشح أمامه بالوهن و الارهاق "أوتعرفين محمد؟" .. قالت له "أعرفه و لن أؤمن به أبداً ما حييت" و من تكون أنت؟".. فقال أنما أنا هذا المحمد ... لينطلق قلبها ناطقاً عبر لسانها " أشهد أن لا إله إلا الله و انك أنت رسول الله".. .....الله 


=================================================
الخاتمة: تعتبر هذه المذكرة و ان تواضعت قى لغويتها من أجمل و أغلى ما كتبت لأنها خالصة من كلامى و تعبيراتى و تأليف مخيلتى، قلبى، روحى ووجدانى .. فلم تنقل أو تقتبس أو تقرأ فى جريدة أو ديوانِ .. فهى أبنتى ، وليدتى و أحبها كثيراً 


ملحوظة: استبدلت كلمة "قصة" بالفعل "مشهد".. نعم "قعل" لعلكم تفتحوا الباب على مصراعيه لمخيلاتكم لترسم لوحات المشاهد القصيرة لتأخذكم من الدنيا بضع دقائق إلى الخيال قبل أن تعودوا سالمين ، و أما أعينكم فهى لقراءتها فقط 

و شكراً 


كتبتها فى:السبت 25 يوليو 2009 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق