اليوم الثامن من شوال..أى إقتربنا من منتصف الشهر الذى يبلغ عنده القمر إكتماله و نوره والذى أراه أنه يكمل نظرته بوجهه الجميل إلى الأرض و إلى البشر عليها عامة وإلى العشاق خاصة ليصبح كما يقولون "قمر 14".. و لكن اليوم، ينظر إلينا القمر بطرف وجهه و أتخيله بنظرة يداعب فيها الغرب والأمريكان محتفلا معهم و متذكرا أول هبوط لإنسان على سطحه..منذ ثلاثة و أربعون عاما...
نعم يحتفل الغرب هذه الأيام و تحتفل الوكالات الفضائية بذكرى هبوط أول رائد فضاء على سطح القمر و كل دولة تدشن للذكرى العبقرية و تحتفى بها...إلا العرب...فلا يعلو الشرق الأوسط إلا البكاء و العويل و النحيب...
الوقت الذى يحتفل فيه الغرب بذكرى أول صعود لرائد فضاء للقمر،ينعى العرب الذكرى الألف بعد المليون لصعود أرواح إلى بارئها رغم أن من سخرية القدر أن الفرق بين ال"عرب" و ال"غرب" هى نقطة فى أبجديتنا و آلاف السنين الضوئية فى حساباتهم الفضائية...
كنت أعتقد أن المشكلة فى فهمنا الخاطئ للإسلام وبالتالى دعوتنا للتقهقر والتخلف والعودة للخلف..ولكنى بعد تأمل صغير والتفاتة نحو الشرق الأقصى أو النمور الآسيوية لأجد دولة مثل ماليزيا و أندونيسيا "الإسلاميتين" تشهدان تقدما ليس باليسير..ومعلومة أخرى عن إيران وأن قرار"أحمدى نجاد" بإستكمال المشروع النووى هو من جعل "الشعب" الإيرانى يخسف بخاتمى الأرض و يرفع "نجاد" للسماء كالنجم الساطع !! إندهشت لوعى هذا الشعب الذى لم يزغلل بصره لا عيش ولافلوس بل"البرنامج النووى" وقوة بلاده وسط الشرق! ..لكنى سرعان ماتذكرت أن الشعب المصرى ايضا زمان فى عز فقره وإحتياجة" شد الحزام" ورا عبد الناصر لبناء السد العالى..كم عظيم أنت أيها الشعب و كم هو غبى من إستهان بعمرك...
إذا، أين هى المشكلة فينا أيها العرب؟ .. الشعوب؟ والله صرت ما اعتقد..الحاكم؟ نعم..بشكل كبير نعم..من يجعل شعبا "يشد الحزام"على نفسه ويحرم نفسه من لذات الحياة والمعيشة حبا فى رئيسه و إيمانا منه بأهمية مشروع مثل السد العالى وهو ذات الشعب الذى إرتكب اليوم كل هذه الجرائم والفساد والغش والسرقة يعلم أنها "القيادة" يا سادة..بشكل كبير ولكن ليس بالكامل..
القيادة والثقة وحب القائد والإلتفاف حوله من أهم المقومات التى بها تنهض الشعوب.. دعك من هؤلاء الذين يعانون حساسية"القائد" و "الرئيس" و "هتافات وشعارات الثورة" التى هم أنفسهم لا يفهموها ولا يعون معناها..لا بد من القيادة و إحترام"الرئيس" كمنصب و كقائد...و ليس عبادته..ولكن ليس أيضا إهانته..
.. يعجبنى سؤال علق فى ذاكرتى وهو "كم يبلغ عمر الحاكم فى تاريخ الشعوب"؟ ... إنما يستمر القائد بأعماله و يعيش داخل ذاكرة الاجيال و ينتقل بسرعة الأبصار إلى مكنون الصغار..
أما الشعوب فهى الوقود المعنوى للقائد..
الشعب: وقود سحرى من ثلاث حروف و دون حتى ثلاثة قروش! أرخص و أجمل وقود للبلاد..كم هو حار و نارى على الأعادى و كم هو بردا و سلاما على قائد أحب الوطن...
أما الشعوب فهى الوقود المعنوى للقائد..
الشعب: وقود سحرى من ثلاث حروف و دون حتى ثلاثة قروش! أرخص و أجمل وقود للبلاد..كم هو حار و نارى على الأعادى و كم هو بردا و سلاما على قائد أحب الوطن...
..أيها الحكّام الذين لازالوا فى سباتهم العميق..أفيقوا، فليس بالأسلحة تحمون أوطانكم ولا قصوركم ولا بروجككم المشيّدة
أيها العرب الذين لايخططون إلا لغدٍ كيف فيه يخافون ولأغلى الأسلحة يشترون حتى بها
يدافعون عن أنفسهم ضد صانعها الذى باعها لهم بالأمس فى غمضة عيون وثروات
تعدت المليون ..أنظروا تحت أرجلكم.. أنظروا إلى شعوبكم التى ..
أسأتم فيها الظنون..كنز فى قوته لايفنى ولا يهون
أيها العرب كفانا كتابة تاريخنا بذكرى حروب و شماتة و قائد
حمل لشعبه كل أنواع الإهانة..كفانا ترجمة لفلسطين بأنها محتلة، ولبنان بأنها "منحلة" ..
أى تقويم تاريخى تنتهجون فى الحياة أيها العرب؟..أينحنى المؤشر عندنا؟ ..أنضمحل ؟ أسنعمل قريبا بتقويم "قبل الميلاد"؟...والله مابت أستبعد..
ختامى هو توجيه ليس رجاء وليس إستجداء ولكن طلب لرئيس معشوقتى أم الدنيا"مصر"...لا نريد مشاريعا سياحية ولا ترفيهية...لا نريد بورتو شارم و مارينا يخوت بالساحل..و طز فى صحة الغلبان وتعليم الجاهل....
أريد "بلدى" أن تكون "مصر"بمعنى الكلمة.. أن تكون "مصر" بقدر ثِقَل اسمها فى قرآن الرحمن ..بثقل حسانت حروفها فى الميزان...
لا أريدها "مضافا" لدويلة وليدة الأمس ولا لدولة حقيرة لأرصفة العم سام أكتشفها كولومبس بالأمس !!!.. أريدها فقط "مصر" بكل مايحمله اسمها ...
متى نكف عن البكاء على "صعود" الأرواح زهقا تحت سلام
بلادهم؟ ..متى نحتفل بصعود بعثاتنا إلى الفضاء تحت أسماع تصفيق شعوبهم؟
بلادهم؟ ..متى نحتفل بصعود بعثاتنا إلى الفضاء تحت أسماع تصفيق شعوبهم؟
يقولون..أن الأمر فى خطورته قد يكون "خطرا" و لكنه ليس
"قدراً" ...
"قدراً" ...
أريد "مصر" دولة قدرها "الريادة و العظمة" .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق