يقولون أن العالم كما بدأ غريبا، سينتهى
غريبا...بدأ عالمنا بثورة بركانية لجبال سيبيريا و سينتهى عالمنا بهزة أرضية تعقب
نفخ إسرافيل فى الناقور (للعلم:إسرافيل يمسك بالناقور وباقى أن ينفخ فيه فقط) ..
"فإذا نفخ فى الناقور فذلك يومئذ يوم عسير ، على الكافرين غير يسير" (الكافر بالنسبة لى هو ما يخالف ما خلق الله فيه من إنسانية و عقل).
يقولون أن الإسلام كما بدأ غريبا على لسان
نبى أمّى إصطفاه العليم ليحمل الأمانة بعد أن أبت الجبال حملها .. سينتهى غريبا
على يد من يدّعون فهمه و فقهه....
كنت أتساءل كيف ذلك؟ .. كيف للمنحنى أن يكون مثل نصف قرص الشمس أثناء المغيب؟ ..
مغيب العالم و الوجود... هل سينتهى بالإنسان أن يفترس أخيه الإنسان مثلما كان يفعل
قبل ملايين السنين؟ ...
يقولون أن القرآن ماضى و معجزته انه يحاكى حاضرنا بل و مستقبلنا.. "إقتربت الساعة
و أنشق القمر" .. ذلك ما أثبته رواد الفضاء.. أن القمر بالفعل منشق!!! .. يا
الله.. كم أنت عظيم .. و كم معجزتك القرآنية غلبت أبعاد الوقت و زوايا الزمن.. ماض تتكلم وتحكى
و تخاطبنا فيه عن أمسِنا وحاضرنا و مستقبلنا..
سورة "يوسف" من أحب السور إلى قلبى
.. فبها أعلم أنى إقتربت من نصف القرآن و فيها يسرح خيالى إلى كيف يمكن ان يكون
الجمال الذى إقتسمه الله بين سائر خلقه منذ بدء الخليقة وبين يوسف عليه السلام..و
فيها أعلم أن "الحب" ليس حراما و إنما الخيانة هى المحرمة...فيها أسافر
إلى فضاء الله لأرى الأحد عشر كوكبا و الشمس و القمر، فيها حب الأب الذى إبيضت
عيناه من كثرة البكاء على ولده.. فيها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فيها
"مصر" الآمنة ، مصر الشامخة، مصر الخير..
ربطاً بين الأحداث، بين الماضى و الحاضر –
قالوا أن "تاريخ الأمس هو لغز الغد" – فإنى أرى اليوم قصة سيدنا يوسف
عليه السلام تتكرر و لكن ليس لشخص هذه المرة بل لبلد.. لمصر!
نعم، مصر التى كرمها الرحمن بأن حباها الكثير
و الكثير من الطبيعة و الجمال و التميز، بذكرها فى صحف عيسى و موسى و قرآن محمد
ليُقرأ اسمها بجميع اللغات فى جميع أرجاء و بقاع العالم و لتهديك بعد لفظه ثلاثين
حسنة تثقل بها ميزانك! ... مصر..
عجائز أوروبا و حرباء الامريكتين.. يتفقون..
إقتلوا مصر فيخلوا لكم جو العروبة و أموالهم و بترولهم...و كيف ذلك؟
راودوا عنها رئيسها.. إجعلوه يخونها و يخون
شعبها و تاريخها و هيبتها و قوتها.. إجعلوه يرّكعها و يسلبها أراضيها.. إسلبوا
شعبها ضميرهم و حبهم لها..فيخمد الحب و تركع مصر إلى رقود..و يخلو لكم القطر
العربى ...
و قد كان..جاءوا لرئيسها..سنعاونك بشرط أن
"تكون البول دوج الذى يحرس صغيرتنا "إسرائيل"...سنقدم لك
المساعدات المادية الطائلة (اللى هى من جيب إخواتك العرب الهُبل) بشرط ألا تزرع
ولا تحصد.. سنستورد منك النسيج بشرط أن تتطّبع مع إسرائيل و أن تغلق مصانعك و
تتركها هى تغزل بأدواتك.. إتفقنا؟
الخائن: إتفقنا و لكن بشرط...
ماذا؟
أن تضمنوا لى السلطة أبدا ما حييت و لولدى من
بعدى بعد ان يتم فىّ سر من يحيى و يميت..
إتفقنا....
و قد كان....جاء ووشوش مصر، سآخذك إلى
التنمية و الإنفتاح...و التاريخ يناديه "إلى أين تأخذ تاج العروبة سيدة
الشرق؟ "
-
سآخذها لرحلة سباق مع الغرب..
-خد بالك منها
-فى عينيا يا تاريخ
أخذ مصر فى مشوار ثلاثون عاما..و بدلا أن يرد
إليها الثلاثين حسنة حذفها فى البئر!!!!!!!!!!!!
جاء يبكى للشعب و للتاريخ... لقد أكل ذئب
الفقر و التعداد السكانى مصر...ماذا عساى أفعل؟؟!!!
إستسلمت مصر لغايهب الجب، لظلام البئر..
سكتت،هانت، وهنت... إلى أن..
إلى أن مر بعض السيارة..شباب....يوم 25
يناير..فدلوا بدلوهم لعلهم يشربون حرية تشفيهم من وطأة صراع الحياة اليومى فى
شوارع الزمن ..فخرجت جميلة الجميلات..قالوا "يا إلهى ما هذه؟ ..من تكون؟ لا
نتذكرها و لا نعرفها..من تكون؟" ...
قالوا لهم شيوخهم.. إنها مصر التى غابت عنا
منذ زمن..عريقة و شامخة كانت دائما فهل أنتم فاعلون يا شباب؟ هل أنتم لها رادّون
إعتبارها؟؟
أقسم لها كل شاب: "وحياتك لأفضل أغير
فيكى لحد ما ترضى عليه"
أقسمت لها كل فتاة:"و دينى و ربى لأكبر
و أربى ، وأعلم ولادى حنينى لبلادى و أموت قلبى راضى عليكى يا مصر"
و هنا نكمل نحن القصة لكن بدلا من أن نأخذ
مصر لمصر الأمان..جاء سيارة آخرون، كنا بحكمتهم مؤمنون، و كنا لحبهم لها مصدقون..
إعترضوا طريقنا و تنازعوا على حبيبتنا فما كان إلا أن رميناها مرة أخرى فى البئر ...!
قصتك يا مصر تذكرنى بقصة يوسف و إخوته..منهم الخبيث و منهم المحب قليل
الحيلة..لازلتِ حبيبتى فى غياهب الجب تستمعين لجدالنا المستمر و همزنا و لمزنا و
مشاداتنا و خناقاتنا و تعاركنا و قد نسيناكى تحت....أعتذر لكى حبيبتى على هذا العك
السياسى ... قادمون إليكى و لتتويجك مصرون يا حبيبة
الرحمن...
Top of Form
عاليا