الأربعاء، 29 فبراير 2012

ليست الغرابة فى لقاء ال29 من فبراير بمواليده بعد غياب دام أربع سنوات و قد تقدموا عنه فى العمر أربع!

فى مخيلتى رسمت لوحة أرى فيها حبيبتى  مصر و قد أصبحت ميدان تحرير كبير، فى كل ركن فيه الكل يغنى على ليلاه ، يمسك بطيارة حلمه الورقية المرتفعة فى سماه، يلهث و يجرى غير مبالٍ بنهج خطاه، تزداد المتناقضات يوم تلو الآخر و أتساءل هل من منتهاة؟ فى ركن من الأركان أرى أناس من كل الألوان يصطفون على لوحة أرقام..أسهم البورصة بلغت من إرتفاع المعدل أعلاه منذ 7 أشهر.. يا سبحان الله ! أو قد أتت النيران أمس على 51 من نقاء سيوة و تركت الراعى فى ويلاه؟! مؤكدةً إرتفاع رصيد الإنفلات الأمنى من الغزاة؟؟..

فى الركن المقابل، مرشحى الرئاسة فى عالم آخر، كلٌ يرى نفسه فارس الزمن الهادر و على إنقاذ أرض الكنانة هو الوحيد القادر، ملك الملوك،فارس الزمان.. يتبختر على طائر التخطروان..يغنى على الألحان "انتخبونى فأنا منقذ الأميرة حَب الرمان"...

فى الركن الثالث، حكومة و قضاء خانع..غير لائقَيَن بمن كان فى حراسة كنوزها أمام أهراماتها طول الزمان قابع..خنوع ينتفض له القلب من المضاجع..يا أم العروبة كيف نفعل بك هذا و كان الكل لك هو التابع؟؟؟؟!!
فى الركن الرابع، غرفة العمليات فى تخطيط ليل نهار..كيف نسرق الثورة من الثوار ؟.. كيف لحلم الحرية أن ينهار؟ كيف يحلف المصريون بيوم من أيام مبارك الإستقرار؟...كيف للأحرار أن يستقروا فى القرار؟ كيف يُيهزموا فى عقر الدار بعد أن تلوذ الحاشية من الإعدام بالفرار ؟...يا الله يا ستّار من هؤلاء الأشرار..

فى الركن الخامس..نعم الخامس، ألسنا فى زمن المتناقضات ؟ فصل دراسى يُخَيَّل إلىّ أنه لمدرسة حضانة يدعونها "حصانة"..فى رداء المدرسة فى بياضه شديد النصاعة..أطفال مصفوفون فى صفوف،على مدار الساعة.. شلة للكلام بيّاعة، شلة غير الإعتراض مابتعملش حاجة..و شلة ثالثة يتهمها الباقون بالفسق و المياعة..  يا سادة، برطمان الثورة من هزله منعوه من الإذاعة..
ليست السنة كبيسة لل29 من فبرايرها و المتمم ل366 من أيامها و ليست الغرابة فى لقاء المولود فى ال29 بيومه بعد غياب دام أربع سنوات، بل الغرابة أن فى كل هذا الإنفلات، أسهم البورصة فى إزدياد، أن صوت طلقات الرصاص فى الشارع أصبحت تألفه الأذن و كأنه للعيد مفرقعات، الغرابة فى أن من يرتدى ثوب الخيانة العظمى من رأسه لأخمص  قدميه يتمتع بمحاكمة فاقت من الخيال محاكمات شيكسبير فى الروايات..الغرابة فى حكومة و قضاء تخليا عن قضية قاتلوا من أجلها بشراسة و فرضوا حذر السفر على أفرادها بلا غضاضة..ماهذا الهزل؟ أليس هناك قول فصل؟ أليس هناك كلمة عدل؟ ..كفانا هراء و مراء و نفاق و رياء.ألم نسقم  السفهاء، ألا أبدا نطمح للعلياء؟؟ ..

أيها المصريون، إلام تطمحون؟ .. ماذا تنتظرون حتى لحالكم تصلحون و ببلدكم تتقدمون؟؟؟...آمل أنكم لا تنتظرون لحظة طى السماء كالسجل ..لحظة رفع الأقلام و جفاف الصحف.. أتمنى!

عاليا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق