الجمعة، 13 أبريل 2012

متى يتعلم الإنسان من آلات الموسيقى و الكلمات؟

الإنسان بدون حــب .. إنسـان ضـائع .. متشـرد .. بدون أهل .. بدون سـكن .. بدون وطـن .. بدون شئ يَمُتْ إليه بالقرابة .. بدون شئ يمسـك عليه وجوده و يلضُم لحظاته بعضها فى بعض ..

... من كتـــاب / الأحـــلام - دكتور مصطفى محمود

كنت أتمنى أن يتعلم الانسان من آلات الموسيقى، فهى فى حبها ،تجانسها و تعاونها مع بعضها تصدر أجمل نغمات تهذب نفس من صنعها..و هى ذاتها تصدر الضجيجَ إذا تحدثت كل منها على حدة...

آلات الموسيقى تحدث بعضها، تفهم بعضها،تترابط، تتعاون ، تسير على نهج دستورها-نوتتها- تعرف من أين تبدأ و أين تبكى و أين تسعد و إلى أين ستنتهى، فتخلق أجمل الألحان فتترابط الألحان مكونة مقطوعة يقف لها الأعيان و يصفقون دقيقة، إثنان أو ربما ساعتان.

ألم يتعلم الإنسان من آلات صنعها، كيف يكون التعامل و التجانس و التحدث مع عقليات و جنسيات بشر آخرين عاش فى الحياة معها؟؟؟؟
ألم يتعلم الإنسان من تجانس حروف كتبها، لتصنع كلمة قرأها و فهمها؟
الحروف فى الكلمات، بدقة تحدد مواقعها فإذا ما تبدلت مواقع الحروف، ذهب معنى الكلمة و كان شهيدها...
حتى الكلمات تترابط و تتناسق مع بعضها، لا نفور بينها، فتخرج جملة مفيدة، يفهم العقل مفادها، أو يطرب القلب لجمالها، أو تتنبه الأذن لصوتها طبقا لوقعِها على مسمعها، أو يندى الجبين من رعبها....

كم هى أشياء بسيطة الانسان صنعها، لكن إلى اليوم لم يتعلم منها
للآخر حبها ...
بالنسبة إلىّ، فإن الآلات و الكلمات هى مثال على التلميذ الذى تغلب على أستاذه، فى يوم ما..صنعها

 (عاليا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق