هذه أول مدوناتى و أعلم أنى "داخلة سخنة من اولها من غير لا إحم ولا دستور" و لكنى اعدكم انكم ستتعرفون إلّى فيما بعد إما من كتاباتى إما من نبذة عنى، ولكن لأنى أؤمن بأهمية الوقت و أكره السلبية و المكوث فى عالمنا الالكترونى و الذى هو برجنا العاجى لعصرنا هذا، فسأدخل فى قلب و صلب الموضوع.
لقد خضت و فى سعادة غامرة، المرحلة الأولى من الانتخابات، خضتها كناخبة و ليس كمرشحة (مين عارف ؟)، المهم يا سادة ذهبت إلى منزلى بعد الإدلاء بصوتى كما قلت فى سعادة غامرة و كتبت بوست على حسابى فى الفيس بوك أوضح فيه تلك الشعور فكان كالآتى:
"مشاعر مختلطة، قلبى يرقص طرباً و عيناى تدمع فرحاً و قشعريرة تكسو البدنَ و مشيتى تنتشى فخراً بأبناء بلدى من مختلف الأعمار صفاً و بالتنظيم الراقى جداً و بصوتى الذى أخيراً خرج حراً بعزيمة و سعادة ليس لها سبقاً ... حماك الله يا قرة العين و درة القلب مصر و أتم لك الخير... أحبك ..
شكراً شهداء الحرية... شكراً يا ورد الجناين ... تنحنى لكم الهامات و تُرفع لكم القبعات .. شكراً جزيلاً و أبداً ..لن ننساكم و سنكمل الطريق كما وعدناكم لمصر أجمل و أعلى، حلمتم أن تروها فى دنياكم ... ألف و ألف سلام عليكم و قبلةً منى على جبين كل منكم...
أسألكم الفاتحة..."
بتت و قلبى فى هذه النشوة و الفرحة ليلتى لاستيقظ فى اليوم التالى و كلى شوق لأقص على زملائى فى العمل تجربتى الشيقة و أستمع منهم إلى تجاربهم بالتالى . كنت أيضاً متحفزة لمن لم يصوت بعد لانقض عليه و أوجهه لحتمية التصويت و وجوب إيصال صوته لصندوق الاقتراع. مر اليوم الثانى و الأخير بأمان جعل العالم يصفق لمصر على حسن التنظيم و على الوليد الجديد المسمى "الديمقراطية". مثلى كمثل جميع المصريين، انتظرنا على أحر من الجمر النتائج و المؤشرات الأولية للانتخابات. لن أكذب عليكم، كانت نفسى قد تنبأت بتقم الإخوان و هذا ما كان و لكن صدمتى كانت فى مجيئ حزب النور فى المركز الثانى و خاصة فى الأسكندرية !!!!!!!!!!!!!!
لا أعيب فى أحد ولا فى حزب ولا فى تكتل و لكنى اترجم لكم شعورى بالمفاجأة والصدمة! لا تؤاخذونى أصدقائى السلفيون، نعم صُدمت لتقدمكم، ليس لأنكم تفتقدون الأهلية و لكن لأنكم مازلتم حديثى العهد بالسياسة و لغتها و حوارها و كيفية إدارتها.
لن أخفى أننى افضل الإخوان سياسياً، فهم لهم باع طويل، منظمون، أكثر انفتاحاً و تفهماً للوضع من السلفيين، و لكن أن أجد من صرّح من قبل ان "الديمقراطية حرام و أن ادب نجيب محفوظ يحض على الرذيلة و أن الحضارة الفرعونية يجب ان تُطمس بالشمع لأن منحوتاتها تعتبر أصناماً !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!. لم آت بهذه التصريحات من بيتنا بل هى مسجلّة على لسان المتحدث عن الدعوة و أدعوكم لمشاهدتها ليس للترويج و انما للوقوف على حقيقة التصريح، بمعنى، أننى لا اتناقل التصريحات لمجرد سماعها دون الاستماع إليها أولاً، فانا لا أحب ان آخذ الأمور من ظواهرها. كل عتابى على المتحدث هو انه كان يجب عليه مراعاة الأسلوب المستخدم للحديث و حسن اختيار المفردات و التراكيب بل و علامات الترقيم ايضاً فى الجمل المستخدمة خاصةً و أنه يتحدث الآن عن اتجاه و أفكار الحركة بأكملها و ليس عن شخصه. للمزيد من التوضيح، أن المدافعين عن المتحدث اخذوا فى إقناعى أنه لا يقصد ذلك بالشكل المطلق و انه يقصد ان الديمقراطية التى تنتفى مع الدين و الآداب العامة هى الحرام و الخ الخ... جاوبتهم انى أتفق معكم تماماً فى هذا الشرح فأى إنسان مصرى طبيعى ، مسلماً كان او مسيحى سيرفض مثلاً حرية الزواج من الديانات الأخرى لأننا ببساطة شرقيين و لنا عاداتنا و تقاليدنا و لكن أن يقول الشيخ بان الديمقراطية حرام، كدة خبط لزق؟، فلا، لا اوافقه الرأى و كان يجب عليه إضافة الشرطية لأن تكون هذه الديمقراطية حرام و هى أن تكون منافية للدينز اعتقد أن المتحدث ناضج بما فيه الكفاية لأن يكون مسئولاً و راعياً لما يصرح به و خاصةً فى هذا الوقت.
بناءً على ما تقدمت بذكره أعلاه، كتبت بوست آخر على حسابى مفاده الآتى:
"قال الشعراوى، رحمه الله، لا توجد معركة بين حق و حق لأن الحق واحد .... و لن تطول معركة بين حق و باطل لأن الباطل زهوقاً و هذا هو أملنا فى ثورتنا فهى مستمرة ..ثم تأتى حكومة مُقالة تشرف على انتخابات برلمان بلا صلاحيات في عهد سلطة منقلبة على شعب يؤكد أنه يكتب التاريخ بانتخاباته فيصوت لمن قال الديمقراطية حرام و أن أدب نجيب محفوظ من الرذائل و أن حضارة الفراعنة يجب أن تطمس بالشمع حيث أنها أصنام!!!!!!! هيييه... صدق الشيخ محمد الغزالى عندما قال"مازلت أؤكد أن العمل الصعب هو تغيير الشعوب، أما تغيير الحكومات فإنه ياتى تلقائياً عندما تريد الشعوب ذلك" .... و لكنى لن أستسلم فالثورة كما هى مستمرة على الفساد السياسى، هى أيضاً مستمرة على التطرف الفكرى ... الثورة مستمرة.."
من الآخر كده، مش عايزين نيأس، مرحبين بالأخوان و السلفيين فى البرلمان و لكن غير مرحبّة بأسلوب وصولهم للبرلمان أو بسببه و هذه هى أحدث نداءاتى بتاريخ اليوم:
"ما أراه بخصوص تزوير الانتخابات هو أنه لن يكون هناك تزويراً فى الأصوات و أنى أثق فى صحة النتائج المُعلّنة لأن التزوير الحقيقى وقع مسبقاً ألا وهو التزوير العقلى و الذى بمقتضاه ذهب المصرى البسيط ليدلى بصوته للتيار الدينى معتقداً بذلك انه يخدم دينه بغض النظر عما يحتاجه وطنه و أنه كل من يخرج من فمه "أشهد أن لا إله إلا الله، محمد رسول الله" "يبقى معاه طوالى" حسبما جاء على لسان أحد الناخبين الناصحين... ل...ست ضد التصويت للتيارات الدينية إذا كان التصويت عن إقتناع تام بكفاءتهم السياسية على إدارة البلاد و المضى بها قدماً و أمقت و انتقد بشدة التصويت لذات التيارات بناءً على الاعتقاد بخدمة الدين، فهذا يا سادة "تزوير عقلى" ... إن العمل الصعب هو تغيير الشعوب و لكنه ليس مستحيلاً، و عليه فبرجاء الكف عن سلبيتكم التى تتلخص فى تناقل النكات الساخرة عن الإخوان و السلفيين و شكل مصر فى ظل حكم أى منهما، وفى وضع صور المقارنة بين ميدانى العباسية والتحرير و دول كام واحنا بقينا كام و مين اللى فايز فى العدد حتى الآن !!!!!! أهذا شاغلكم الشاغل؟؟؟!!! سيداتى وسادتى، لايزال هناك ثلثى الجولة، أفيقوا و تحركوا بإيجابية حتى نعدل كفة الميزان ، نريد برلماناً متوازناً يمثلك و يمثلنى و يمثل المصريين أجمعين، لم يتوقف دورك عند إلقاء صوتك فى الصندوق ، لايزال هناك الثلثين خلفك فى الطابور ..."
محتاجين نشتغل و نركز فى اللى جاى و كفاية سلبية و استسلام ...
عاليا المصرية،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق