كلما أغمضت عينى على مضض الأيام السابقة التى تلت حريق المجمع العلمى ، المجمع الذى وقف كنصب الجندى المجهول جانب مجالس الدولة القابعة و الرابضة فى هذه المنطقة الحيوية، ليأتى إلى مخيلتى مشهد من الأافلام العربية القديمة التى تصور الثورات فى مصر أيام الملك أو على اعتاب حكم شباب الجيش، ليتراءى لى فى كاميرا المصور مشهد صبى بجلباب و طاقية يمسك بيده اليمنى شعلة فيظهر فى لمح البصر، يكسر الدور الأرضى لأحد ...المبانى التى لا يظهر منها فى كادر الكاميرا إلا النافذة، يسترق هذا الصبى اللحظة، يكسر النافذة، يلقى بالشعلة،و يقفز خارجاً من زاوية الكاميرا فى لمح البصر، تشب النار فى المكان، و تنتهى اللقطة بألسنة اللهب تخرج من النافذة.. تم الشوت..خلصت اللقطة
تذهب ذاكرتى بعدها للمشهد الحى ، بالألون، الكاميرا تصور عددا من الصبية الشعثاء، يمسكون بقطعة خشب غليظة غير مهذبة الأطراف، و "بمنتهى الروقان و التلذذ و الهدوء و التروى و التحدى" يلكزون بطرف الخشبة كسرة زجاج مما تبقى فى النافذة كانت متشبثة فى رعب بحافة النافذة الخشبية للمجمع !!!!! بعدها يصيحون فى نصر بأن المهمة قد أُنجزت !!!!!!
تتفاوت علىّ الحيرة و الأسئلة: ما هذا الروقان و الهدوء فى تكسير و تدمير المبنى الذي أنا متأكدة انهم لا يعرفون ماهيته؟ ما هذا الوقت الرحب فى التدمير؟ ما هذا الخراب الذى كان يمشى الهوينى كما يمشى الوجى الوحل؟ أين الناس؟ أين الجيش الذى كان يتغنى بحماية الممتلكات؟ أين الجيش الذى أنا أيضاً متيقنة بأنه لو كان هوى على هذا الجمع من الصبية، الضعيفى البنية كما كر كالذئب خلف غزلان التحرير ،حتى لو كانوا أقل منهم عددا، كانوا لتمكنوا من ردعهم حالاً؟!! أيخاف الجنود القطعة الخشبية؟ أيخافون الطوب و المولوتوف ؟ أين طائرة المطافئ التى كانت لتحل محل تقاعس عربة المطافئ البدينة التى أُتهمت ظلماً بالكسل و التخاذل؟ أكان يحتاج هذا الحل إلى أينشتاين؟؟
أين التأمين على مجمع كهذا؟ ولا الفنادق و الملاهى كانت أولى؟
أتساءل، فى أى مكان حجز المجلس ذاك اليوم مكانه فى قاعة السينما ليشاهد حريق المجمع؟ فى الصالة أم البلكون؟ أم كان بِنواراً يسع المليون؟؟؟ و لازلت أتساءل كم فيلماً جلس يشاهد؟ .. كم فيلماً سيساهم فى إخراجه؟ كيف سنفرق نحن بين الكذب و الحقائق؟ أم كان أعضاء المجلس غائبون يوم درس الصف الأول الإبتدائى فى كتاب اللغة العربية " لن أكذب أبداً" ؟؟؟و لازلت أتساءل
تذهب ذاكرتى بعدها للمشهد الحى ، بالألون، الكاميرا تصور عددا من الصبية الشعثاء، يمسكون بقطعة خشب غليظة غير مهذبة الأطراف، و "بمنتهى الروقان و التلذذ و الهدوء و التروى و التحدى" يلكزون بطرف الخشبة كسرة زجاج مما تبقى فى النافذة كانت متشبثة فى رعب بحافة النافذة الخشبية للمجمع !!!!! بعدها يصيحون فى نصر بأن المهمة قد أُنجزت !!!!!!
تتفاوت علىّ الحيرة و الأسئلة: ما هذا الروقان و الهدوء فى تكسير و تدمير المبنى الذي أنا متأكدة انهم لا يعرفون ماهيته؟ ما هذا الوقت الرحب فى التدمير؟ ما هذا الخراب الذى كان يمشى الهوينى كما يمشى الوجى الوحل؟ أين الناس؟ أين الجيش الذى كان يتغنى بحماية الممتلكات؟ أين الجيش الذى أنا أيضاً متيقنة بأنه لو كان هوى على هذا الجمع من الصبية، الضعيفى البنية كما كر كالذئب خلف غزلان التحرير ،حتى لو كانوا أقل منهم عددا، كانوا لتمكنوا من ردعهم حالاً؟!! أيخاف الجنود القطعة الخشبية؟ أيخافون الطوب و المولوتوف ؟ أين طائرة المطافئ التى كانت لتحل محل تقاعس عربة المطافئ البدينة التى أُتهمت ظلماً بالكسل و التخاذل؟ أكان يحتاج هذا الحل إلى أينشتاين؟؟
أين التأمين على مجمع كهذا؟ ولا الفنادق و الملاهى كانت أولى؟
أتساءل، فى أى مكان حجز المجلس ذاك اليوم مكانه فى قاعة السينما ليشاهد حريق المجمع؟ فى الصالة أم البلكون؟ أم كان بِنواراً يسع المليون؟؟؟ و لازلت أتساءل كم فيلماً جلس يشاهد؟ .. كم فيلماً سيساهم فى إخراجه؟ كيف سنفرق نحن بين الكذب و الحقائق؟ أم كان أعضاء المجلس غائبون يوم درس الصف الأول الإبتدائى فى كتاب اللغة العربية " لن أكذب أبداً" ؟؟؟و لازلت أتساءل